باريس، طهران ــــ الأخبار
سولانا يراه "مثيراً للاهتمام" وموسكو "ملتزمة" بمحطة بوشهر

خرقت إيران الجمود السياسي الدولي في ملفها النووي باقتراحها إنشاء "كونسورسيوم لإنتاج اليورانيوم المخصب في ايران"، في خطوة من شأنها السماح بمراقبة النشاطات النووية، وبالتالي إحراج الدول الست الكبرى التي تقول إن برنامج طهران يتجه لإنتاج أسلحة نووية.
وقال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني علي لاريجاني في طهران، إن روسيا "ترى أن النزاع بشأن برنامج ايران النووي ينبغي تسويته من خلال المحادثات، وهي مستعدة لبذل جهود لتحقيق هذا الأمروأشار ايفانوف الى أن محادثاته مع لاريجاني تناولت الاتفاقية بين البلدين حول موعد تدشين محطة بوشهر النووية في نهاية صيف العام المقبل، مؤكدا "التزام موسكو" بتنفيذ هذه الاتفاقية.
بدوره، قال لاريجاني إنه "أطلع ايفانوف على نتائج الجولات الأربع" لمحادثاته مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. واستبقت طهران وصول ايفانوف، بالإعلان عن مبادرة لشراكة نووية مع فرنسا تزيل المخاوف الغربية.
في هذا السياق، علمت "الأخبار" أن المسؤولين الإيرانيين قدموا "تطمينات" إلى الموفد الروسي بأن طهران لن تتخلى عن شراكتها النووية مع موسكو بل "تسعى الى تطويرها وتوسيعها".
واقترح نائب مدير الوكالة الذرية الايرانية محمد سعيدي أن "تقوم فرنسا بإنشاء مجموعة شركات لإنتاج اليورانيوم المخصب على الأراضي الإيرانية"، مشيرا الى دور لشركتي "يوروديف" و"اردا" الفرنسيتين في هذا المجال.
يُشار الى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية تملك أسهماً في شركة "يوروديف" من خلال شركة فرنسية ـــ ايرانية تدعى "سوفيديف".
وكانت طهران قدمت اقتراحاً مماثلاً العام الماضي لتأسيس مشروع لتخصيب اليورانيوم مع شركاء أجانب، ولكن العرض قوبل بالرفض.
أضاف سعيدي، في مقابلة اذاعية مع "فرانس انفو"، "بهذه الطريقة تستطيع فرنسا السيطرة الملموسة على أنشطتنا الخاصة بالتخصيب"، موضحاً أن هذا الكونسورسيوم "سيلبي المطالب الغربية بالإشراف على البرنامج النووي الإيراني السلمي".
وفي أول تعليق على العرض الايراني، رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أنه "لا يمكن أخذ الاقتراح الإيراني بالاعتبار، الا بعد تعليق نشاطات التخصيب".
لكن المتحدث باسم وزراة الخارجية جان باتيست ماتيي لم يرفض العرض الإيراني بشكل صريح، متحدثاً عن إمكان "أن تجري مفاوضات يكون كل واحد فيها حرا في طرح المقترحات التي يريد".
وذكر ماتيي بأن هناك "قناة للحوار مع الايرانيين عبر سولانا" الذي أجرى مساء الاثنين مكالمة هاتفية مع لاريجاني، اتفقا خلالها على "مواصلة اتصالاتهما خلال الأيام المقبلة" بحسب مصادر ايرانية.
وقال سولانا أمس إن الحوار مع لاريجاني "كان بنّاءً، ولكنه لم يحرز تقدماً"، مضيفا خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي في فنلندا، "ما زالت هناك بعض العناصر التي هي بحاجة إلى الاتفاق عليها. سنواصل الحوار".
وتعليقاً على الاقتراح الإيراني بأن تراقب فرنسا تخصيب اليورانيوم، قال سولانا إنه ناقش هذه الفكرة "المثيرة للاهتمام" مع لاريجاني "ولكن مثل هذه الخطة يمكن أن تتبلور فقط من خلال مفاوضات رسمية". وأعرب سولانا عن استعداده للذهاب الى طهران "اذا لزم الأمر" من أجل مواصلة المحادثات.
وفي لندن، أفاد مسؤول بريطاني رفيع المستوى أن مشروع قرار يطلب فرض عقوبات اقتصادية على ايران سيعرض قريباً على مجلس الأمن الدولي.
وأوضح المسؤول أن سولانا "أطلع، نهاية الأسبوع الماضي، مجلس الأمن الدولي على محادثاته مع لاريجاني، وتبين من عرضه أن إيران لا تنوي الأخذ بشروط" الدول الغربية، محذرا من أنه إذا "لم يحصل تغيير مفاجئ في موقف الايرانيين، فيمكننا انتظار ان يصدر (مشروع القانون) من نيويورك خلال أسبوع أو ما يقارب ذلك".
الى هذا، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن الشعب الايراني سيقف أمام "الاعداء بيقظة وصمود". وأشار أحمدي نجاد، خلال كلمة أمام الكلية العسكرية، الى أن "أعداء ‌الإسلام وقفوا 27 عاماً عائقاً في طريق نجاح الشعب الإيراني".
أضاف نجاد إن "الحكومة الأميركية فرضت نفسها على شعبها عبر الإعلام والمال، وبعض الدول التابعة لأميركا ترغب في أن تسيطر على العالم، وهي تقلق وتحزن من نجاح الأحرار في العالم"، مشيراً الى أن " أكثر من ثلثي شعوب العالم تدعم حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية".