أثار إعلان كوريا الشمالية نيتها القيام بتجربة نووية «من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة عدوانية الولايات المتحدة»، هواجس العديد من الدول، التي تشابهت ردود أفعالها المحتجة معتبرة «التجربة» تهديداً للسلام العالمي.وحذر البيت الأبيض بيونغ يانغ من الفعل “الاستفزازي”. وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون إنه سيرفع فوراً تهديد كوريا الشمالية إلى مجلس الأمن، مضيفاً “أتوقع أن يكون هناك (في مجلس الأمن) دعم كاف لمعالجة ذلك بشكل جدي”.
وقال بولتون، قبل وقت قصير من بدء مشاورات بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، «من الواضح أن الصواريخ، إذا اقترنت بأسلحة نووية، ستشكل خطراً شديداً على السلام والأمن الدوليين”.
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك، الذي يرافق وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في زيارتها إلى مصر، بيونغ يانغ من “المزيد من العزلة وحرمان شعب كوريا الشمالية من مكاسب يستحقها”. وتابع “ستواصل الولايات المتحدة العمل مع حلفائها وشركائها لثني (كوريا الشمالية) عن القيام بمثل هذه الخطوة المتهورة وسترد بالطريقة المناسبة”.
وأما كوريا الجنوبية، الجارة الخصم لبيونغ يانغ، فرأت أن الإعلان عن التجربة النووية “تهديد كبير للسلام في شبه الجزيرة الكورية”، معلنة حالة التأهب القصوى في صفوف قواتها المسلحة.
وقال المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي، في بيان وزع في سيول أمس بعد اجتماع أمني طارئ عقد لهذه الغاية، إن الحكومة اتخذت إجراءات أمنية صارمة للتعامل مع التجربة النووية الكورية الشمالية، مضيفاً أن المسؤولين الأمنيين سيلتقون اليوم لمناقشة المسألة بشكل أعمق.
وفي طوكيو، وصفت الحكومة اليابانية إعلان بيونغ يانغ بأنه خطوة “لا تغتفر”، وقالت، على لسان وزير خارجيتها تارو اسو، إنه إذا قامت كوريا الشمالية بتجربة، سترد اليابان بإجراءات «صارمة» بالتعاون مع الأسرة الدولية.
وفي لندن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن لندن ستعتبر هذه التجربة «تصرفاً بالغ الاستفزاز»، ستترتب عليه «عواقب خطيرة».
وطلبت فرنسا من كوريا الشمالية التخلي «على الفور» عن مشروع القيام بالتجربة التي ستمثل «عامل تهديد خطير لاستقرار الأمن الإقليمي والدولي».
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن «روسيا تحث بيونغ يانغ على ممارسة ضبط النفس وتعرب عن الأمل في أن توفق كوريا الشمالية الى الخيار الصحيح”.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس واشنطن وبيونغ يانغ الى إجراء “اتصالات مباشرة” لمعالجة الملف النووي الكوري الشمالي.
وقال لافروف “نأمل أن تؤدي الجهود التي نبذلها الى إعادة إطلاق المفاوضات السداسية في أقرب وقت” في إشارة الى المفاوضات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي التي تشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين واليابان والتي توقفت منذ أشهر.
وكانت كوريا الشمالية، التي أعلنت نفسها في شباط 2005 قوة نووية، قد قالت أمس، إنها ستقوم بتجربة نووية في تاريخ لم تحدده بهدف تعزيز ترسانتها إزاء ما قالت إنه تهديد متعاظم من الولايات المتحدة، مشيرة الى«التهديد الكبير الذي تمثله الولايات المتحدة بالتسبب في اندلاع حرب نووية، والعقوبات والضغوط تحتم على (كوريا الشمالية) القيام بتجربة نووية باعتبارها إجراءً مضاداً يندرج في إطار الدفاع الذاتي».
وقال تلفزيون كي. ار. تي. الحكومي إن وزارة الخارجية في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية فوضت بإعلان ذلك في إطار الإجراء الجديد الذي سيتخذ لدعم الردع دفاعاً عن النفس، مضيفاً أن “قطاع الأبحاث العلمية في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية سيجري في المستقبل اختباراً نووياً في ظروف ستكون فيها السلامة مضمونة تماما”.
غير أن وكالة الأنباء المركزية المحلية نقلت عن وزارة الخارجية قولها إن كوريا الشمالية ما زالت ملتزمة بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)