علي حيدر
اتهم وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس سوريا بأنها «تواصل العمل ضد حكومة السنيورة» وتواصل اطلاق الدعوات إلى السلام «ولكنها تبقي على خيار الحرب كما هو»، مشدداً على أن اسرائيل ليست طرفاً في المواجهة الدائرة بين الفلسطينيين الا انه «ينبغي تعزيز ابو مازن»، فيما دعا وزير الاسكان مئير شتريط إلى القبول بالمبادرة السعودية

اعتبر عمير بيرتس ان هدف زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة يتخلص في دفع «المعسكر العربي المعتدل» للضغط في اتجاه «تأليف حكومة فلسطينية تستجيب لشروط الرباعية» وإضعاف المحور الراديكالي في المنطقة.
واتهم بيرتس، خلال عرض تقريره السياسي خلال جلسة الحكومة أمس، سوريا بمواصلة العمل ضد حكومة فؤاد السنيورة وبأنها في الوقت الذي تواصل فيه اطلاق الدعوات إلى السلام «تبقي على خيار الحرب كما هو».
وأشار بيرتس إلى ان «خروج الجيش الاسرائيلي من لبنان استُكمل، وكذلك انتشار الجيش اللبناني، في ظل تزايد التوتر بين حزب الله وسوريا والسلطة اللبنانية». وأضاف أن «اسرائيل تعمل على تأسيس نظام حدود مشترك حول الخط الازرق، والتشديد على موضوع تعليمات فتح النار والخروق»، مشيرا الى وجود جهود «من اجل حل مشكلة قرية الغجر»، التي واصلت اسرائيل احتلال جزء منها. وشدد على انه ينبغي مواصلة الضغط على المجتمع الدولي «لحل مشكلة المخطوفين، وفرض حظر السلاح على حزب الله وتعزيز المسؤولية اللبنانية لترميم البنية التحتية، وليس من قبل ايران وحزب الله».
اما في ما يتعلق بالوضع السياسي على الساحة الفلسطينية، أكد بيرتس ضرورة أن تسعى إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات من أجل استقرار أجهزة السلطة الفلسطينية وتقوية أبو مازن، من طريق تجديد الحوار السياسي على أساس خريطة الطريق. وشدد بيرتس على أن اسرائيل ليست طرفاً في المواجهة الدائرة بين الفلسطينيين ولكن «ينبغي تعزيز ابو مازن». وقال وزير الدفاع إن اي تقدم يفرض اعادة الجندي المخطوف جلعاد شاليط ووقف اطلاق صواريخ القسام، مضيفا أن «على اسرائيل القيام بحملة ديبلوماسية دعائية للموضوع من اجل منع اختراق الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على حماس». واشار بيرتس الى ان زيارة رايس، التي من المتوقع ان تلتقيه ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، تأتي بهدف تحريك الحوار مجدداً مع أبو مازن، وتقويته. وحدد هدف الزيارة بأنها من اجل «ربط المعسكر العربي المعتدل بالجهود المبذولة لتأليف حكومة فلسطينية تستجيب لشروط الرباعية، في إطار إضعاف المحور الراديكالي في المنطقة».
وفي الوقت الذي يشتد فيه الصراع على الساحة الفلسطينية، ذكرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء إيهود اولمرت أن «المسألة الفلسطينية الآن مسألة ميتة. فلا يوجد من يمكن التفاوض معه، وكل ما دار حول حكومة الوحدة الوطنية والمفاوضات الثانية، لم يعد قائماً». وذكرت المصادر ايضا أن إسرائيل لن تستطيع مساعدة أبو مازن.
وقال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع إن إسرائيل تتابع بكل أجهزتها الأمنية ما يحصل في قطاع غزة. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن جهات أمنية إسرائيلية قولها إنه «في إمكان إسرائيل مساعدة أبو مازن على رغم الأوضاع القائمة في السلطة». وأضافت المصادر نفسها أنه في المناقشات التي جرت استعداداً لزيارة رايس طرحت إمكانية تقوية أبو مازن من طريق خطوات عديدة، إلا أنه لم يتقرر منها سوى فتح معبر رفح الحدودي صباح اليوم.
وفي هذا السياق، اكد وزير الاسكان في الحكومة الاسرائيلية مئير شتريط، للاذاعة الاسرائيلية، انه «تجب معالجة المشكلة في شكل مباشر... وينبغي القبول بالمبادرة السعودية». واعتبر شتريط «اذا كنا نتحدث عن سلام كامل، اذا كنا نريد سلاما كاملا، فنحن مجبرون على القبول بكل عناصر المبادرة والانسحاب حتى حدود 1967»، مشيرا إلى أن على اسرائيل ان تقول للسعوديين «تعالوا لنتحدث عن مبادرتكم وندعو ابو مازن الى هذه المباحثات وجها لوجه». وأضاف ان اسرائيل «مستعدة للقيام بتسويات ذات دلالة لاقامة حدودها النهائية».
وتأتي أقوال شتريط بعدما نشرت معلومات في الصحافة الاسرائيلية عن «اتصالات سرية» جرت أخيرا بين اسرائيل والسعودية، وهو ما نفته الرياض.