واشنطن ــ محمد دلبح
أعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن عن اعتقاده بأن وقف النار في لبنان طبقاً للقرار 1701 «قد لا يصمد طويلاً» إذا «لم يكن هناك إطار سياسي جدّي»، معتبراً أن العدوان الإسرائيلي على لبنان كان «حرباً بين إسرائيل وحزب الله على الأرض اللبنانيةوقال لارسن في ندوة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز في واشنطن مساء أول من أمس «إن ما يدل على رأيه هو أن الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة قد نأت بنفسها منذ البداية عن الحرب»، لكنه قال إن «الأمر الإيجابي الذي أسفرت عنه هو صدور القرار 1701 الذي عزز النقاط التي تضمنها القرار 1559 بضرورة بسط الدولة اللبنانية لسيادتها على كل الأراضي اللبنانية ونزع سلاح جميع الميليشيات».
وجدّد لارسن دعوته سوريا إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود بين البلدين بما يضمن الاستقرار السياسي بينهما. ورأى أن «الصراع العربي ــ الإسرائيلي لم يعد هو القضية المركزية في الوقت الراهن برغم أنه لا يزال قضية رئيسية مدرجة على قائمة تضم أربع قضايا هي: العراق وإيران وملفها النووي والنزاع السوري ــ اللبناني وفلسطين وإسرائيل». وافترض لارسن أنه لا يمكن حل أي من هذه القضايا على انفراد بل يتطلب الأمر حلًّا جماعياً، إلا أنه تجنّب التطرق إلى أن ما يجمع القضايا الرئيسية الأربع هو أن إسرائيل طرف رئيسي فيها.
وشدّد لارسن على دقة الوضع في الشرق الأوسط. وقال «إننا نواجه وقتاً صعباً»، معتبراً أن «الدبلوماسية الآن ضرورية أكثر من أي وقت مضى». وأشار إلى ضرورة احتواء الصراع العربي ــ الإسرائيلي على مساره الفلسطيني ــ الإسرائيلي، موضحاً أنها «مسألة مهمة لاستقرار
المنطقة».
وأقرّ لارسن بأن من بين النتائج التي أسفر عنها العدوان الإسرائيلي على لبنان ضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية التي قادت العدوان. وقال «من الصعب على أي حكومة إسرائيلية في ظل الظروف الحالية أن تقدم على مفاوضات المرحلة النهائية» مع السلطة الفلسطينية. لكنه شدّد على ضرورة عقد اجتماعات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت.
وعرض لارسن تصوّره لحل الصراع على المسار الفلسطيني ــ الإسرائيلي الذي يقوم على إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، تترافق مع مفاوضات إسرائيلية ــ فلسطينية ومن ثم إجراء استفتاء بين الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضاً استفتاء الإسرائيليين على الحل، على أن يلي ذلك إجراء انتخابات فلسطينية.