طهران: عهد ديبلوماسية الأوامر قد ولّى
دخلت الأزمة النووية الإيرانية مرحلة متقدمة بجنوح الأوروبيين نحو الخيار الصعب: «إحالة الملف إلى مجلس الأمن» الدولي، غداة عرض إيراني بإنشاء كونسرسيوم (اتحاد شركات) لتخصيب اليورانيوم بإشراف فرنسي، وهو اقتراح قابلته موسكو بآخر قديم يقضي بتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الروسية.
وقال منسق الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خافيير سولانا أمس إن إيران «لم توافق على وقف أكثر أنشطتها النووية حساسية، والوقت بدأ ينفد قبل فرض عقوبات»، مضيفاً، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أن «هذا الحوار الذي أجريه لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وعلى الإيرانيين الآن أن يقرروا إذا كان وقته قد انتهىواوضح سولانا أن القوى الست الكبرى «سلكت طريقين: الحوار أو إحالة الملف على مجلس الأمن» الدولي.
وعن المفاوضات الأخيرة مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني، قال سولانا إنهما اتفقا، خلال المفاوضات، «التي دامت لساعات طويلة بلا توقف، بشأن كثير من النقاط، لكننا لم نتفق على ما يمثل بالنسبة إلينا النقطة الأساسية، وهو وقف الأنشطة قبل بدء المفاوضات».
وفي هذا السياق، كشف ديبلوماسي أوروبي أن وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سيجتمعون، غداً الجمعة، مع سولانا في لندن، «لاتخاذ قرار» بشأن المضي قدماً في استصدار قرار دولي بفرض عقوبات على طهران.
وبينما كان سولانا يصعِّد في موقفه، كان الروس يكررون عرضاً بتخصيب اليورانيوم الإيراني في الأراضي الروسية، في محاولة لأداء دور وسيط في الأزمة النووية.
وأعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة النووية أنه «إذا لم تكن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم على أرضها، فإن روسيا مستعدة لتقديم أرضها لإقامة مشروع مشترك للتخصيب بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وفي باريس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي أنه في حالة استمرار إيران في رفض تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، فإن العقوبات ضدها يتعين أن تكون «متدرجة ومتناسبة، ويمكن الرجوع عنها»،.
في هذه الأثناء، كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يشدد، في مهرجان شعبي غربي طهران، على أن «إيران لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها المشروعة. وستواصل على دربها باعتزاز»، معلناً يوم التاسع من نيسان، تاريخ توصل طهران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة، «يوماً وطنياً للتكنولوجيا النووية».
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، في معرض تعليقه على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة، إن الظروف في الوقت الحاضر تختلف من حيث طبيعتها عن السابق، وإن «عهد ديبلوماسية الأوامر قد ولى».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن حسيني قوله إنه «حتى الآن لم يُتخذ القرار بشأن كيفية تشكيل اتحاد (كونسورسيوم) تخصيب اليورانيوم، أو الجهات التي ستشارك فيه».
ووصف حسيني تصريحات المساعد السياسي لوزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز، عن فشل مفاوضات لاريجاني مع سولانا، بأنها «محاولات يائسة للمساس بالمفاوضات».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز، مهر)