حيفا ــ فراس خطيب
رأى الجنرال الأميركي المتقاعد سام غاردينير، أحد أهم الخبراء الأميركيين في شؤون الحروب الخارجية، أنَّ الضربة الأميركية على إيران باتت «مؤكدة ووشيكة».
وسرد غاردينير، في مقابلة مطولة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، سيناريو متوقعاً وصفه بأنه «قريب من الواقع» لهذه الضربة.
وبحسب هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة «ستهاجم إيران بين تشرين الثاني من هذا العام وكانون الثاني من العام المقبل». ويوضح الخبير أن «الهجوم الجوي على ايران سيستمر خمسة ايام متتالية تضرب أميركا خلالها 400 هدف ايراني على امل توقف البرنامج النووي».
وقال غاردينير، إن الضربة «لن تكون من جهة واحدة، وسيردّ الايرانيون بضرب اسرائيل بصواريخ طويلة المدى عن طريق حزب الله»، مبيّناً أن «اسرائيل لن تضرب ايران بل ستعيد الضربة الى حزب الله ولبنان».
ويتوقع الخبير الأميركي أنَّ الاميركيين، بعد نهاية الايام الخمسة الاولى «سيفشلون في هذه المهمة، والبرنامج النووي الايراني سيتوقف لفترة ما، مضيفاً «سيبدأ الأميركيون بالتفكير في أنّ إسرائيل لا تساوي الثمن الذي دفعته أميركا».
وأشار غاردينير إلى أن الحرب الاميركية على ايران ستسوَّق على أنها «حرب لا يمكن تفاديها من أجل الحفاظ على اسرائيل»، معتبراً أن الولايات المتحدة «ستجد نفسها تحارب على جبهتين وأمام دول لم تهددها مباشرة. ومن بعدها سيطرح سؤال مركزي في الوعي الأميركي: هل على الاميركيين أن يخاطروا بحياتهم من أجل اسرائيل؟».
وكشف الخبير في المقابلة، أن «وحدات سلاح البحر الأميركي تلقّت أوامر من أجل نشر القوات على امتداد الخليج العربي وإخراج طواقم عسكرية وتشغيلها لاستخراج الألغام والعبوات الناسفة على طول الحدود المائية مع الإيرانيين».
يُذكر أن غاردينير اشترك مع خبراء آخرين في «تمرين حرب» هدفه درس امكان شنّ الحرب على ايران قبل عامين. ويقول إن المسؤولين «طلبوا مني تلخيص نتائج تمرين الحرب الذي اجريته»، مشيراً إلى أنه ردَّ قائلاً: «لن يكون هناك حل عسكري، وعليكم أن تجعلوا الحل السياسي ينجح».
بالنسبة إلى الجنرال السابق، فإنَّ الحرب الاسرائيلية على لبنان كانت بمثابة «الدورة الأولى للحرب الاميركية على ايران». ويقول إنَّ «الادارة الاميركية علمت بنيّة الإسرائيليين ضرب حزب الله عاجلاً أم آجلاً. وعلمت أيضاً بنيّة حزب الله اختطاف جنود اسرائيليين. ورفض الاميركيون خلال الحرب فرض وقف لإطلاق النار على اسرائيل. وأرادوا هذه الحرب من أجل إفشال رد الايرانيين على ضربة اميركية بواسطة حزب الله».
ويقول غاردينير «سيفاجأ الأميركيون بأن الايرانيين لن ينكسروا، ولن يتصرفوا كأنهم اهداف سهلة، على عكس ما يتوقع الجنرالات الاميركيون بشأن رد الايرانيين. وستجد اميركا نفسها غير قادرة على وقف الحرب إلا بتحقيق هدف يخدم صدقية الخروج للحرب: وقف التسلح النووي الايراني أو تبديل النظام هناك».
وبحسب الخبير الأميركي، فإن «الحال ستتدهور ومصر ستغلق ممر النفط المؤدي الى الغرب» من ناحية، ومن ناحية أخرى سينفّذ الاميركيون «محاولات اغتيال لقادة النظام في ايران، الأمر الذي سيعقّد الأمور أكثر».
في هذه الأثناء، وبحسب السيناريو، «سيتحول (الرئيس الايراني محمود أحمدي) نجاد الى بطل قومي في العالم العربي والاسلامي تماماً كما تحوّل (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله الى بطل قومي في العالمين العربي والاسلامي في اعقاب الهجوم الاسرائيلي». ويقول الخبير الأميركي إنَّ «الساحة القتالية ستتوسع»، مشيراً الى أن «النظام في البحرين سيهتزّ، وسيزداد الضغط على (الرئيس السوري) بشار الاسد من أجل الردّ على الاختراقات الاسرائيلية للحدود الجوية مع اسرائيل، وستتحول اسرائيل في أذهان شعوب المنطقة، إلى نبتة غريبة وعدائية».
ورأى غاردينير أن «الخطر الأكبر يكمن في أن اسرائيل ستتحول في الوعي الاميركي إلى الدولة الشرق اوسطية التي تُدخل اميركا في صراعات دائمة وزائدة، تؤدي الى مقتل شبان وشابات أميركيين لا يعرفون اي كلمة باللغة العبرية».
ويقول غاردينير: ممنوع الاستهتار بـ«التصميم الايراني»، مشيراً الى أن ضرب ايران «سيلحق الضرر بالمصالح الاميركية في الشرق الاوسط»، مبيّناً أن «الانتظار وعدم ضرب ايران سيساهمان في تخفيف الضربات الموجّهة إلى أميركا».
وقال الخبير إن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي من شأنها أن توقف الهجوم الاميركي على ايران. وأوضح «إذا قال القادة الاسرائيليون اليوم مباشرة، إن الحرب الاميركية على ايران لن تكون جيدة بالنسبة لنا، فإن اساس هذه الحرب سينتهي». لكنَّه يستدرك «هذا لن يكون. مَن من القادة الاسرائيليين سيقول هذا؟ (رئيس الليكود) بنيامين نتنياهو؟ هذه الحرب ستخرج الى حيّز التنفيذ… أنا آسف».