غزة ــ رائد لافي
تصاعدت الحرب الكلامية أمس بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و“فتح”، بالتزامن مع تردي الوضع في الشارع، الذي دخلت “القاعدة” على خط أزمته

ردت “حماس” على إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “نفاد صبره” من المشاورات، ودعته إلى استئناف جهود تأليف حكومة الوحدة، وتجاوز الضغوط الأميركية و“صياغة المواقف السياسية بما يخدم شعبنا ومصالحه الوطنية”.
وبلهجة تحمل الكثير من التحذير، ذكّرت “حماس” عباس بأنها “تملك خيارات مفتوحة في التعامل مع الأزمة الراهنة، إلا أنها تُفضّل تبني الخيار الوطني الأصيل المنسجم مع المصالح الوطنية، وأنها تدفع في اتجاه تحقيق التوافق الوطني القادر على إنجاز حكومة وحدة قادرة على كسر الحصار ومجابهة التحديات”.
وحذرت “حماس”، في بيان، بشدة من “التمادي في الممارسات السوداء والسلوكيات الإجرامية التي مارستها جهات معروفة في حركة فتح، وطاولت المقار والمؤسسات والأشخاص، بشكل يؤسس لحرب أهلية واقتتال فلسطيني داخلي يطرب له الاحتلال”.
في المقابل، ندد مكتب التعبئة والتنظيم التابع لحركة فتح، بما سماه تطاول ناطقين باسم “حماس” وتوجيههم “الشتائم والألفاظ النابية والتشهير والتخوين والتكفير ضد كل ما هو فتحاوي”. ورأى أن “غياب التربية والثقافة الديموقراطية لدى حركة حماس هو ما يجعلها تستطيب الثمار الحرام لوجودها على سدة الحكم”.
1وتأتي “حرب التصريحات” المستعرة بين الجانبين، بشكل متزامن مع توتر متصاعد على الأرض، حيث أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل أسامة الشيخ عيد (24 عاماً)، وهو أحد عناصر القوة التنفيذية في مدينة رفح، متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل يومين في الاشتباكات المسلحة مع منتسبي الأجهزة الأمنية.
وأفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية بأن ناشطاً من «فتح» قتل برصاص مجهولين في رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر «إن المواطن محمد عدنان عطية (26 عاماً) قتل برصاص مسلحين مجهولين، ونقل على إثرها الى مستشفى أبو يوسف النجار جثة هامدة حيث أصيب برصاصتين في البطن والقدم».
وأصيب أحد عناصر حركة حماس بجروح وصفت بالمتوسطة جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة». كما أصيب أحد الحراس الشخصيين للنائب عن حركة “حماس” يونس الأسطل بجروح خطيرة جراء إطلاق النار في اتجاه منزل الأسطل في مدينة خان يونس، من قبل مجهولين لاذوا بالفرار.
إلى ذلك، هددت مجموعة مسلحة تعلن تبعيتها لتنظيم «القاعدة»، قادة أجهزة المخابرات الفلسطينية وحراسهم بالموت. وقال «ابو حفص»، متحدثاً باسم تنظيم «القاعدة في فلسطين»، الذي سبق أن تبنى في أيار الماضي محاولة اغتيال رئيس المخابرات الفلسطينية طارق أبو رجب، «كل من يحمل السلاح دفاعاً عن قائد أو مجمّع معلومات أو منسّق أمن هو هدف مقصود بذاته لسيوفنا إذا لم يتب ويرجع الى شعبه».
وأرفق شريط مصور بصور أعضاء في أجهزة الأمن، بينهم اللواء جاد التايه الذي قتل في 15 أيلول الماضي مع أربعة من حراسه على يد خمسة مسلحين غير معروفين في غزة.
ووسط تردي الوضع الفلسطيني، صعّدت قوات الاحتلال اعتداءاتها، فاغتال جنود اسرائيليون فلسطينياً في قطاع غزة. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي في تل ابيب ان القوات قتلت بالرصاص مسلحاً فلسطينياً اقترب من السياج الحدودي الذي أقامته اسرائيل جنوبي نقطة عبور كيسوفيم، وحاول زرع متفجرات. وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي ان الشهيد أحد أعضائها من دون أن تكشف هويته.
وكان الفلسطينيان ياسر ابو عتيم ومحمد زقزوق، وكلاهما في العشرين من العمر ومن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، قد استشهدا داخل سيارة عندما استهدفتهما طائرة اسرائيلية بصاروخ قرب مستشفى غزة الأوروبي، شمالي رفح ليل الأربعاء الخميس.
وفي تحوّل اقتصادي في سياسة حكومة “حماس”، وقّعت الحكومة اتفاقية مع شركة اسرائيلية لتوريد مشتقات النفط الى الأراضي الفلسطينية، ترى فيها وزارة المالية نموذجاً لعلاقة اقتصادية ممكنة مع اسرائيل من دون الاعتراف السياسي بها.
وأعلن القائم بأعمال وزير المالية الفلسطيني سمير أبو عيشة توقيع الاتفاقية مع شركة “باز” الاسرائيلية، مشيراً الى أن التوصل الى توقيعها استغرق نحو خمسة أشهر.