القوة التنفيذية”، اسم بدأ تداوله منذ وصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الحكم. هناك كثير من اللغط في دور ومهمة القوة، التي يفضل خصومها تسميتها “الميليشيا السوداء” أو “البشمركة”، وهي الكلمة التي تعني حرفياً “الذين يواجهون الموت”. لكن بعض سكان قطاع غزة يستخدمونها للإشارة إلى القتلة المحترفين.وفي القطاع، الذي غاب عنه القانون بشكل متزايد، تضاعف حجم القوة التابعة لـ “حماس” في غضون خمسة أشهر. وتقول القوة إن عدد أفرادها زاد إلى 5600 فرد من 3000 في أيار عندما تشكلت رغم اعتراضات الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتقول “حماس” إن مهمة القوة مكافحة انعدام القانون. ويقول مسؤولون أمنيون فلسطينيون وإسرائيليون إن “حماس” تموّل القوة التابعة لها من خلال تهريب أموال وأسلحة عبر الحدود المصرية.
وتتشكل القوة بشكل رئيسي من أعضاء في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ “حماس”. وتضم القوة أيضاً بعضاً ممن كانوا خصوماً في وقت ما، وبينهم بعض من أعضاء الجناح العسكري لفتح الذين اختلفوا مع عباس.
وتتلقى القوة أوامرها رسمياً من وزير الداخلية سعيد صيام، غير أن سلسلة القيادة فيها لا تزال غير واضحة.
وقال محسن عمر (20 عاماً)، وهو طالب جامعي: “أتمنى أن يقبلوني للعمل معهم، حتى من دون مقابل”.
وأوضح أبو مجاهد، وهو متحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، أن القوة التنفيذية تضم 700 من أفراد اللجان.
ورغم لقبها “الميليشيا السوداء”، إلا أن القوة التابعة لـ “حماس” ترتدي في أغلب الأحيان زي الشرطة الأزرق، ولكنها تقوم بأعمال الدورية في قطاع غزة في عربات جيب مدنية بشكل رئيسي. وفي بعض الأحيان، يحمل كثير من أفراد القوة قاذفات صاروخية تصنع في ورش سرية تابعة لـ “حماس”.
وقالت مصادر في “حماس” إن بعض أعضاء الحركة، ممن يعملون في صفوف الشرطة خلال النهار، يساعدون في محاربة إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ محلية الصنع عليها خلال الليل. وأضافت أن 25 من أفراد القوة استشهدوا منذ أيار خلال اشتباكات مع جنود إسرائيليين. كما استشهد اثنان على الأقل في غارات جوية إسرائيلية على مواقع إطلاق صواريخ.
وقال يوسف الزهار، شقيق وزير الخارجية محمود الزهار والمسؤول عملياً عن القوة التنفيذية، إنه “يكره الاضطرار إلى مقاتلة فلسطينيين ينتمون إلى أجهزة أمن منافسة”. ورأى أن ذلك “أمر مؤلم وأسوأ شيء على الإطلاق”. غير أنه أضاف: “ينبغي ألا يسمح لبعض مسؤولي فتح بتنفيذ انقلاب على الحكومة”.
(أ ف ب)