استغل النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، أمس الذكرى الـ33 لحرب تشرين الأول عام 1973، ليوجّه رسالة إلى القوات المسلحة السورية، التي اعتبر أنها “تواجه خياراً تاريخياً بعدما أصبح النظام على حافة الانهيار”، وخيّرها بين أن “تكون مع الشعب والوطن أو مع الأسرة الحاكمة”.وقال خدام، في رسالته، “إن اختياركم الانحياز للأسرة الحاكمة خسارة كبيرة لكم وللوطن وخروج عن المهمات الأساسية التي بنيت عليها القوات المسلحة منذ استقلال سوريا وتكوين الجيش الوطني، وإن اختياركم الانحياز إلى الشعب والوطن يؤكد الدور التاريخي والوطني للقوات المسلحة، هذا الدور الذي عبث به النظام وأضعفهوانتقد خدام الفترة التي تلت حرب تشرين، قائلا “بعد وقف القتال، أخذت الأمور الداخلية تسير في غير الاتجاه الذي قررناه قبل حركة تشرين، فبرزت ظاهرة الانفراد بالسلطة وتمركز القرار في الدولة والحزب لدى رئيس الجمهورية، ما أدى إلى تعطيل المؤسسات الدستورية والحزبية وتهميشها وإلى تجاوز القوانين وانتشار الفساد وإغلاق الأبواب أمام حرية العمل السياسي”.
واعتبر خدام أن “ضعف” الرئيس الراحل حافظ الأسد “أمام عائلته وأقربائه كان من الثغر الكبرى في تلك المرحلة، وغلبت عاطفته مسؤولياته الوطنية والسياسية وفرض على البلاد نظام حكم العائلة من دون أن يأخذ في الاعتبار القيم والتقاليد السياسية والحزبية”.
وفي ما يشبه التحريض، قال نائب الرئيس المنشق، مخاطباً القوات المسلحلة، “بعد ست سنوات من حكم (الرئيس السوري) بشار الأسد، هل تساءلتم عما حققه في البلاد؟ ألا ترون حجم الأخطاء التي ترتكب يومياً؟ ألا ترون كيف انخفض مستوى المعيشة المتدني أصلاً وكيف ينتشر الفقر والبطالة بين أبنائكم وأشقائكم؟ ألا ترون العزلة التي سبّبها لسوريا بسبب سياساته العمياء والمغامرة، وخصوصاً في لبنان، التي أدت إلى الخروج المهين لقواتنا من البلد الشقيق وإلى الإضرار بالعلاقات السورية اللبنانية؟”.
وختم خدام رسالته بالقول “إن الأسرة الحاكمة ستحاول أن تدفعكم بعيداً عن شعبكم لحماية نفسها وستنشر بينكم أن التغيير سيطال القوات المسلحة كما حدث في العراق.. وستحاول زرع الفتنة في البلاد وزجّكم فيها، فاحذروا مكر هذه الأسرة فأنتم جيش الوطن ولستم مفارز حراسات لها”.
(يو بي آي)