القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تتردد في الأوساط الإعلامية المصرية تساؤلات حول تلقّي الرئيس المصري حسني مبارك دعوة رسمية من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارة الولايات المتحدة، تنهي مقاطعته لها منذ نحو ثلاث سنوات.
وكان مبارك قد تغيب عن زيارة اعتيادية كان يقوم بها إلى واشنطن سنوياً، قبل أن يترك المجال لابنه جمال للقيام بهذا الدور، مع ترك مساحة أيضاً لرئيس الحكومة أحمد نظيف، الذي قام بزيارة واحدة إلى العاصمة الأميركية منذ توليه مهمات منصبه. ورغم أنه لا يكاد يمر شهر واحد من دون أن يقوم مسؤول أميركي بزيارة القاهرة، إلا أن مصادر ديبلوماسية غربية لا ترى ذلك دليلاً على «صحة العلاقات المصرية الأميركية، بل هو دليل على مرضهاوليس أدلّ على وجود علة في هذه العلاقات سوى الزيارة المثيرة للجدل، التي قام بها الشهر الماضي أحمد نظيف إلى واشنطن. ورغم أن الإعلام الرسمي حاول إعطاء انطباع مفاده أنها استهدفت احتواء الفتور الملحوظ مع الإدارة الأميركية، إلا أن أحداً على المستوى الرسمي لم يستطع الإجابة عن سؤال بسيط هو «لماذا امتنع مبارك نفسه هذا العام عن تكرار ما كان يقوم به في السابق، وهو زيارة واشنطن بمعدل مرة واحدة سنويا؟».
ومع أن المسؤولين الأميركيين اعتادوا في السابق اتخاذ القاهرة نقطة رئيسية في معظم رحلاتهم إلى منطقة الشرق الأوسط، لكن مصادر ديبلوماسية أميركية تعترف في المقابل بتراجع هذه الزيارات قياساً بما كانت عليه الحال قبل نحو عامين، أي قبل إثارة ملف الإصلاحات والتغيير في مصر وتوجيه واشنطن سلسلة من الانتقادات العلنية إلى نظام الرئيس المصري.
وطبقاً لسجلات السفارة الأميركية، فإن أقل من عشرة مسؤولين في إدارة بوش قاموا بزيارة إلى القاهرة خلال الأشهر الستة الماضية، علماً أن الفترة نفسها من العام الماضي سجلت زيارة 22 مسؤولاً من مختلف الوزارات والهيئات الأميركية.
وفيما تقتصر زيارات المسؤولين المصريين إلى أميركا على الطابع الرسمي، فان غالبية الزيارات الأميركية إلى مصر تشمل، في المقابل، إلى جانب مسؤولي الوزارات، أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب والعاملين في بعض وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات الأميركية.