عادت كوبنهاغن مجدداً لتحمل إساءة جديدة لنبيّ يؤمن به أكثر من مليار مسلم في العالم؛ فرغم ما أثارته الرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي نشرتها صحيفة دنماركية أواخر العام الماضي من احتجاجات وتظاهرات غاضبة، كشف أمس في الدنمارك عن شريط مصور يظهر النبي محمد في شكل جمل يشرب الجعة.والمفارقة أن يأتي الكشف عن هذه الواقعة، التي قامت بها شبيبة من اليمين الدنماركي المتطرف في الصيف الماضي، بالتزامن مع تصريح لوزير الشؤون البرلمانية البريطاني جاك سترو، أبدى فيه قلقه من ظاهرة ارتداء المرأة المسلمة للنقاب.
وكشفت صحيفة «نيهيدسافسن» الدنماركية أمس أن شبيبة حزب الشعب (يمين متطرف) نظّموا في الصيف الماضي مسابقة تسخر من النبي محمد وتصوّره في شكل جمل يشرب الجعة أو إرهابي سكران يقصف كوبنهاغن.
وتحدثت الصحيفة عن حصولها في آب الماضي، على شريط مصور لشبان الحزب اليميني المتطرف خلال حفلة صيفية، قام بتصويره أحد أعضاء الشبيبة مارتن روزنغارد كنودسن، وهو من مجموعة فنانين تطلق على نفسها «دفاعاً عن الدنمارك»، وبثت القناة الوطنية «تي في 2» الجمعة الماضي مقاطع منه.
ويظهر الشريط شاباً من الحزب يقوم بدور النبي محمد وهو يعتمر عمامة ويزنر حزامه بمتفجرات أمام جمهور ساده المرح. كما تبارى المشاركون في الاحتفال، الذي أطلق عليه «الجمل محمد لديه أربع زجاجات بيرة»، حول أكثر الطرق إهانة وإثارة للسخرية لتصوير النبي.
غير أن رئيس شبيبة الحزب كينيث كريستنسن، الذي لم يحضر الواقعة، انتقد هذا التصرف «غير اللائق» لأعضائه. وقال، للصحيفة، «لا أحب هذا النوع من المزاح وما كان ذلك ليحدث لو كنت موجوداً»، مشدداً على أن هذه التـــصــــرفـــات «يجـــب ألّا تتكرر».
وقالت الصحيفة إن هذا الشريط يفوق بمراحل الرسوم الكاريكاتورية الـ12 عن النبي محمد، والتي أثارت عاصفة من الاحتجاجات ضد الدنمارك في العالم الإسلامي.
في هذا الوقت، أكد الوزير البريطاني المكلف العلاقات مع مجلس العموم، جاك سترو، أمس قلقه بشأن ظاهرة ارتداء النقاب الذي يشكل بنظره عامل تفرقة.
وكان وزير الخارجية البريطاني السابق قد أثار عاصفة احتجاج داخل الجالية المسلمة عندما دعا المسلمات المتوجهات الى مقر دائرته في بلاكبورن (شمالي غرب بريطانيا) الى رفع نقابهن لأنه يشعر بـ«الانزعاج» في التحدث الى شخص لا يرى وجـــهه.
وقد أدلى بهذا التصريح لصحيفة «لانكشاير ايفنينغ ســـتاندرد» المحــلية.
وقال سترو أمس، في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، «أنا لا أقول إن على الجميع أن يتبع معياراً واحداً، لكنني أفضل «ألا تكون النساء محجّبات» وأعتقد أنه يجب إجراء نقاش حول هذا الموضوع في مجتمعنا»، مضيفاً «إني قلق بشأن تطور ما سمّي، عن حق، المجتمعات الموازية».
في المقابل، اتهم النائب البريطاني عن حزب الاحترام، جورج غالاوي، سترو بإثارة الكراهية ضد الإسلام، وطالب بإقالته بسبب مطالبته المسلمات بخلع نقابهن.
وقال غالاوي، في بيان أمس، “من يظن نفسه جاك سترو عندما يعترف بأنه أبلغ المسلمات في دائرته الانتخابية بأنه يفضل أن ينزعن النقاب قبل أن يلتقيهن، ويتعين إجباره على الاستقالة من منصبه”.
وأضاف غالاوي “أن سترو اعتمد لفترة طويلة على دعم المسلمين في دائرته الانتخابية في بلاكبيرن، وعليه أن يتنحّى ويدع الناس في دائرته يختارون شخصاً يدافع عنهم أكثر من أن يهاجمهم”.
وأوضح مساعد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني داود عبد الله، من جهته، أن “هناك من رجال الدين من يرى أن تغطية الوجه إلزامي على المرأة المسلمة، في حين يرى آخرون أن المسلمة غير ملزمة بتغطية وجهها، لذلك فإن الأمر متروك لها لتقرر ما تريد”.
(يو بي آي، ا ف ب)