تصاعدت حدّة أزمة السلاح النووي الكوري الشمالي أمس بوصولها الى مجلس الأمن الدولي، الذي اكتفى بالتحذير، من دون التهديد بعقوبات، في وقت تعتزم فيه بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية، في احد مناجم الفحم القريبة من الحدود الصينية، حسبما نقل مصدر صيني عن مسؤولين كوريين شماليين.وحثّ مجلس الأمن، في بيان أقرّه بالإجماع امس، كوريا الشمالية على التخلي عن الاختبار النووي الذي اعلنت عنه الثلاثاء.
وقال البيان، الذي أعلنه الرئيس الحالي للمجلس، المندوب الياباني كنزو اوشيما، إن اختباراً نووياً من هذا القبيل «سيعرّض للخطر السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وخارجها، وسيثير ادانة عالمية من المجتمع الدولي»، محذّراً كوريا الشمالية من أن اختباراً نووياً «سيؤدي إلى إجراء آخر غير محدد من جانب مجلس الامن يتفق مع مسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة».
كما حثّ بيان المجلس بيونغ يانغ على «العودة فوراً الى المحادثات السداسية» التي تهدف الى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برامج الاسلحة النووية في مقابل حوافز اقتصادية وضمانات امنية.
وقال المندوب الاميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون، للصحافيين: «نعتقد أن النقطة الرئيسية هي أنه يتعين على كوريا الشمالية أن تفهم مدى قوة معارضة الولايات المتحدة وأعضاء المجلس الآخرين لهذه التجربة النووية».
وكان مصدر صيني قد نقل امس، عن بيونغ يانغ أنها «مستعدة تقريباً» لإجراء تجربة نووية على عمق نحو 2000 متر داخل منجم فحم مهجور بالقرب من الحدود مع الصين في شمال البلاد، لكنها قد تؤجلها اذا حصلت على تنازلات من الولايات المتحدة، فيما قال نائب وزير الخارجية الياباني شوتارو ياتشي في واشنطن، إن «الكوريين الشماليين سينفّذون على الأرجح خطّتهم ويجرون هذه التجربة التي بلغت بالفعل مرحلة متقدمة»، مرجحاً إجراء هذه التجربة خلال يومين.
ودانت كوريا الشمالية امس «ارهاب الدولة الإجرامي» الذي تمارسه الولايات المتحدة تحت غطاء «الحرب على الإرهاب» باعتباره أداة للعدوان على الدول المستقلة المعادية للاستعمار.
ووصفت صحيفة «رودونغ سينمون»، في تعليق نشرته وكالة انباء كوريا الشمالية التي اعلنت الثلاثاء أنها ستجري تجربة نووية جديدة، الحرب على الارهاب بأنها «تصعيد للحرب العدوانية وإرهاب الدولة للقضاء على الدول المعادية للأمبريالية عبر العالم».
وذكرت الصحيفة أن خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي ألقاه في الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 ايلول 2001 «يعكس النيات الاجرامية للولايات المتحدة لتوسيع «حربها على الارهاب الى جميع اقطار العالم».
في غضون ذلك، استبعد خبراء أميركيون أن يؤدي إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية الى رد فعل عسكري اميركي بسبب ارتفاع مخاطر اندلاع نزاع اقليمي إذا ردّت واشنطن عسكرياً.
وبحسب هؤلاء الخبراء، فإن الولايات المتحدة لا تملك خيارات عسكرية قابلة للاستمرار، وإذا هاجمت بيونغ يانغ، فإن كوريا الشمالية ستردّ بعنف مستهدفة اليابان وكوريا الجنوبية.
(د ب أ، رويترز، أ ف ب، أ ب)