غزة ــ رائد لافيواشنطن ــ محمد دلبح

مصطلح “الحرب الأهلية” دخل على خط الأزمة الداخلية الفلسطينية، واستخدمه أكثر من مسؤول في “فتح”،
رغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه في خطابه الأخير

وضعت حركة “فتح” أمس “معادلة” الأزمة الداخلية، مشيرة إلى أن الفلسطينيين أمام خيارين، إما تأليف حكومة وحدة وطنية أو الحرب الأهلية، فيما استمرّت الوتيرة التصعيدية لحرب التصريحات، بعدما تعهّد وزير الداخلية “الحمساوي” سعيد صيام معاقبة قادة “التمرد العسكري” في الأجهزة الأمنية، بالتزامن مع تصعيد احتلالي في الضفة الغربية، حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين.
ورأى عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، نبيل شعث، أمس أنه لم يبق أمام الفلسطينيين سوى خيارين لإنهاء الأزمة الحالية “إما تأليف حكومة الوحدة الوطنية أو الحرب الاهلية”.
ونفى شعث أن يكون أحد في القيادة الفلسطينية قد طلب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو رئيس الوزراء إسماعيل هنية الاعتراف بإسرائيل، قائلاً “نحن مستعدّون فوراً لحكومة وحدة وطنية لأنه ليس هناك من حل آخر”. وأضاف “لا نزال موافقين على اتفاق الوفاق الوطني”.
وفي إشاعة لأجواء الحرب الأهلية، شن مدير مخابرات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة توفيق الطيراوي حملة على “حماس”، واصفاً الوضع بأنه يشير إلى “بداية حرب أهلية”. وقال، في مقابلة مع صحيفة “صندي تايمز” البريطانية: “ليس هناك من شكّ في ذلك. إنهم (حماس) يجمعون أسلحة، وإن حرباً أهلية شاملة قد تنفجر في أية لحظة”.
وتنبأ الطيراوي بأن تبدأ المجابهة في غزة لتنتشر فيما بعد إلى الضفة الغربية. وادّعى أنه منذ انسحاب إسرائيل من غزة تم تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من سيناء إلى القطاع.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس محمود عباس أبلغ الولايات المتحدة والأردن ومصر أنه يُعدّ لعمل ضد “حماس”، مشيرة إلى أن مصر قد ألمحت إلى أنها ستدعمه.
في المقابل، وصف سعيد صيام تظاهرة منتسبي الأجهزة الأمنية يوم الأحد الماضي بأنها “تمرد عسكري في محاولة للانقلاب على الحكومة”. واتهم أطرافاً في الساحة الفلسطينية، لم يسمّها صراحة، بأنها “تعمل وفق جدول أعمال خاص بتوتير الساحة”.
وقال صيام إنه سيجري “فتح تحقيق في الأحداث ومحاسبة من يقف وراء التمرد والفوضى والعصيان، الذي يتم التعامل معه في العالم بكل قسوة”.
وفي سياق الحرب الكلامية، وجّه رئيس كتلة حركة “فتح” في المجلس التشريعي عزام الأحمد انتقاداً لاذعاً لحكومة “حماس” ورئيس وزرائها إسماعيل هنية، معتبراً أن الهدنة التي طالب بها هنية هي “اعتراف غير مباشر بإسرائيل”.
ووصف الأحمد، خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في رام الله، خطاب هنية الجمعة بأنه “تحريضي وتعبوي ومشجع للفتن من خلال تمجيده القوة التنفيذية”. وتساءل “هل كل حزب ينجح في الانتخابات في العالم يأتي بجيش من حزبه ويجعله جزءاً من الأجهزة الأمنية؟ هذا لم يحصل في أي دولة في العالم”. وأضاف أن “حماس هي من يفكر بعقلية انقلابية”، مجدداً تساؤله “من أين يأتون بالتجهيزات لهذه القوة ولماذا يفرقون بينها وبين قوات الأمن؟”. وقال الأحمد إن “الوقت قد حان كي يستخدم الرئيس صلاحياته الدستورية”، وتمنّى أن يكون ذلك في غضون اسبوعين مثلما وعد.
وردّ نائب رئيس كتلة “حماس” في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى موسى العبادسة على الاحمد، نافياً أن تكون الهدنة “اعترافاً غير مباشر بإسرائيل”. وقال العبادسة: “نحن امام عملية تحريض منظم. نعلم أن الرئيس (عباس) يريد الخير لكن البطانة التي تحيط به تعمل على تحريضه على الحكومة بدلاً من أن تعمل على أن تعين الرئيس والحكومة”.
وإضافة إلى حرب التصريحات، هدّدت نقابة الموظفين الفلسطينيين في القطاع العام بتصعيد إضرابها احتجاجاً على عدم دفع الرواتب ليشمل (الإضراب) موظفي هيئة البترول المسؤولة عن توزيع المحروقات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبالتوازي مع أزمة انعدام فرص الحوار الداخلي، أعلن مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون أن معاونين من الجانبين يرتّبون لعقد قمة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني. وقال مسؤول في مكتب أولمرت، إن كبير هيئة موظفي أولمرت يورام تيربوفيتش، اجتمع الأسبوع الماضي مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لبحث عقد القمة، لكنهما لم يحدّدا بعد موعداً لها. وقال عريقات إن الترتيب لعقد الاجتماع سيستمر.
إلى ذلك، استشهد المقاوم في “كتائب شهداء الأقصى” أسامة صالح (23 عاماً) برصاص الجنود الإسرائيليين خلال عملية توغّل في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس أول من أمس.
وفي اعتداء آخر في نابلس، استشهد أمجد الطيراوي أثناء محاولته عبور أحد المعابر.