مقديشو ــ «الأخبار»
أغلقت المحاكم الإسلامية في الصومال أمس الحدود مع إثيوبيا، وأعلنت رفع حالة التأهّب وسط صفوف مقاتليها. وقال معاون المسؤول عن شؤون الأمن في إقليم هيران الشيخ حسين محمد غاغال، إنه تقرر إغلاق الحدود المشتركة فى هذه المنطقة لأسباب تتعلق بالأمن الداخلي، مؤكداً أن القوات الإثيوبية احتلّت بلدة صومالية وشنّت عمليات عسكرية عديدة.
وقال غاغال لإذاعة محلية، إن الجيش الإثيوبي شن عمليات عسكرية في محيط بلدة ساريرال على بعد نحو 45 كيلومتراً من الحدود داخل الأراضي الصومالية، مشيراً إلى أن الإثيوبيين «زرعوا ألغاماً قرب هذه المناطق الحدودية على نحو قد يؤدي إلى قتل أفراد أو حيواناتلكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية رأى أن تصريحات غاغال ادعاءات مغرضة، مشيراً إلى أن «المتطرفين يستخدمون إثيوبيا ذريعة لإخفاء دوافعهم الحقيقية». وقال «إنه يتعيّن على الأسرة الدولية أن تعي ما يفعله المتطرفون لأن ما يحصل يعدّ عملاً عدوانياً ضد إثيوبيا»، مجدداً نفيه «وجود أي قوات إثيوبية في الصومال».
من جهة ثانية، أعلن مسؤول رفيع المستوى في المحاكم الإسلامية لـ«الأخبار» في مدينة كيسمايو، أن ميليشياته اعتقلت مئة شخص على الأقل، عقب تظاهرات صاخبة اندلعت أول من أمس لمدة ثلاث ساعات متواصلة احتجاجاً على سوء الإدارة في المدينة وتعبيراً عن استياء سكانها من الطابع القبلي للمجلس الذي نصبته المحاكم الإسلامية على الميناء ضمن عملية عُيّن بموجبها حاكم جديد ورئيس للبلدية ورؤساء للمطار والميناء ولجهاز الأمن في المدينة.
ونقلت تقارير عن عبد القادر جبريل، وهو أحد مسؤولي المحاكم الإسلامية المكلفين الأمن في كيسمايو، قوله إن هؤلاء ليسوا متظاهرين عاديين، واتهمهم بتنفيذ خطة سياسية لتقويض الإدارة.
إلى ذلك، نفت مصادر مسؤولة في الجامعة العربية لـ«الأخبار» أن تكون الحكومة الصومالية قد أبلغت الجامعة رسمياً عزمها مقاطعة الجولة المقبلة من المفاوضات بين الحكومة والمحاكم. وأوضحت المصادر أنه حتى اللحظة فإن الحكومة الصومالية ستشارك في محادثات السلام في الخرطوم نهاية الشهر الجاري.
وتأتي مشاركة الحكومة الصومالية برغم أن رئيسها علي محمد جيدي بعث قبل يومين رسالة إلى مختلف المنظمات الإقليمية والدولية ينتقد فيها «انحياز الجامعة العربية إلى المحاكم الإسلامية»، ويشكو مطولاً من «عدم نزاهتها في مفاوضات الخرطوم».
وجدّد جيدي المطالبة بإبعاد الجامعة العربية عن مفاوضات الخرطوم. وكان الرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف قد أعلن المطلب نفسه أخيراً في رسالة إلى الرئيسين السوداني عمر البشير والكيني مواى كيباكي بصفتهما رئيسي الدورة الحالية لكل من القمة العربية ومنظمة الإيغاد.
وحمل جيدي بعنف على جملة من مواقف الجامعة العربية. وقال إن «هذه المنظمة انحازت إلى أعداء حكومتي ولم تعد تتمتع بالنزاهة اللازمة لاستكمال دورها فى مفاوضات السلام».
لكن مصادر صومالية قالت إن موقف جيدي لا يعني مقاطعة محادثات الخرطوم، مشيرة إلى أن وفداً من الجامعة العربية برئاسة السفير سمير حسني، سيصل إلى معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية خلال الأسبوع الجاري في إطار جولة مكوكية تشمل دول الجوار الجغرافي للصومال.
وأوضحت المصادر نفسها أن وفد الجامعة العربية سيلتقي يوسف وجيدي وعدداً من أعضاء الحكومة والبرلمان قبل أن يتّجه إلى مقديشيو للقاء رئيس تنظيم المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر عويس.