طهران ــ الأخبارتتواصل مساعي الاصلاحيين في إيران لتوحيد صفوفهم وتشكيل لائحة شبه موحدة لخوض معركة انتخابات مجلس الخبراء والمجالس البلدية في مواجهة جبهة اكثر تنسيقاً واتحاداً.
بدأت مساعي التيار الاصلاحي تؤتي أكلها بعدما اعلن حزب «ثقة الشعب»، الذي يتزعمه رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي، نيتة تطعيم لائحته للمرشحين إلى انتخابات مجلس الخبراء بعدد كبير من أسماء المرشحين على اللائحة الإصلاحية الاكبر والاوفر حظاً في مقابل لائحة المحافظين.
وقال إبراهيم اميني، القيادي في «ثقة الشعب»، «بعد البت النهائي بأسماء المرشحين وقبول طلباتهم في مجلس صيانة الدستور سنضيف إلى لائحتنا ربما أغلب أسماء المرشحين الإصلاحيين وسنستثني بعضهم بالطبع».
وأشار الامين العام لمنظمة المجاهدين الاصلاحية، محمد سلامتي، إلى ان جبهة الاصلاحيين تمكنت من توحيد صفوفها وتأليف لائحة انتخابية تضم غالبية الوجوه الاصلاحية المرشحة.
لكن ثمة مفارقة مهمة تتسم بها هذة اللائحة لكونها تضم وجوهاً اصلاحية وأخرى محافظة في آن واحد. ويقول قيادي آخر في المنظمة إن اللائحة مشكّلة من وجوه أصولية وإصلاحية، مشيراً الى أسماء كل من هاشمي رفسنجاني ومحسن موسوي تبريزي وعلي يونسي. والأكثر غرابة حضور اسم رفسنجاني في أكثر من لائحة لدي كلا التيارين الإصلاحي والمحافظ، ما يضمن له فوزاً أكيداً، ويشير أيضاً مرة اخرى الى الأهمية والموقع الاستراتيجي لرفسنجاني على مستوى النظام في إيران باعتباره الشخصية الاكثر إثارة للجدل.
ويبقى رفسنجاني، كما يصفه الغرب، «الرجل الحديدي» في السياسة الايرانية، وهو محور ترويكا الحكم إلى جانب المرشد آية الله علي الخامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد، فهو لا يزال يتمتع بالنفوذ السياسي الواسع رغم معارضيه، الذين يحاولون النيل منه. والرجل لا يزال يحافظ على توازنه السياسي ويمسك بالعصي من وسطها، فاسمه يتصدر لوائح المرشحين الاصلاحيين من جهة، ومن جهه ثانية تربطه صداقات وطيدة مع كبار رموز المحافظين وقياداتهم. ويقال إن لديه علاقة قريبة جداً بالمرشد الاعلى، فيما تلمح مصادر سياسية موثوقة الى أن رفسنجاني هو احد اهم المرشحين لمنصب «الولي الفقيه» في مجلس الخبراء المعني بتعيين المرشد أو عزله او التمديد له.
من هنا، تكمن اهمية هذه الانتخابات وتأثيرها في الحياة السياسية للإيرانيين، فمن يمسك بمجلس الخبراء يمسك بالموقع الأول في إيران أي بموقع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، وهو القائد العام للقوات المسلحة كافة.
وقد يكون عدم تحمّس بعض الايرانيين لهذه الانتخابات، حسب استطلاعات للرأي، ليس لأنهم لا يدركون دور هذا المجلس والمسؤوليات المناطة به، بل لأن نتائج الانتخابات المتوقعة هي حسب المراقبين حتى الآن لمصلحة التيار المحافظ ولوائحه الانتخابية، وبالتالي لن يطرأ أي تغيير جوهري على مستقبل الموقع الأول في البلاد. وأقصى ما يطمح إليه الاصلاحيون حالياً هو تسجيل خرق ما في لائحة المحافظين لاعتقادهم بأن المجلس الدستوري ملتصق فكرياً وعقائدياً وسياسياً بالمحافظين، فضلاً عن مطالباتهم المتواصلة بتعديل في صلاحيته، وأيضاً لتمهيد الأجواء لمعركة اشرس وأشد وطأة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين.
وفي سياق متصل، يتشكك بعض الإصلاحيين، في خطوة استباقية، في نزاهة الانتخابات، على خلفية تعيين الرئيس محمود أحمدي نجاد نائبه ثمرة هاشمي معاوناً لوزير الداخلية المعني بشؤون الانتخابات، الأمر الذي رأى المتحدث باسم منظمة مجاهدي الثورة الاصلاحية محسن ارمين أنه يهدف «إلى شيء ما، ويحمل رسالة لها معنى».


اعتقال كاظميني
اعتقلت السلطات الإيرانية أمس آية الله محمد كاظميني بروجردي، الذي تحدى نظام ولاية الفقيه، بعدما اشتبك أنصاره مع رجال الشرطة أمام منزله في طهران.
وكان بروجردي قد أعلن أول من أمس أن «هدفي وهدف المؤيدين لي هو الدفاع عن الدين التقليدي». وأضاف: «نعتقد أن الشعب تعب من الدين المسيس ويريد العودة إلى الدين التقليدي».
(أ ف ب، رويترز)