جدّدت طهران أمس رفضها التراجع عن موقفها النووي في مواجهة المطالب الغربية بتعليق تخصيب اليورانيوم، معلنة تحدّيها لأي عقوبات محتملة ومنوهة بالانقسامات في مجلس الأمن الدولي، التي «جعلتها السياسة الايرانية أكثر وضوحاً». وتحدّى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس، التهديدات بفرض عقوبات على بلاده بسبب برنامجها النووي، قائلاً إن «لغة القوة» لا تؤثر في طهران.
وقال نجاد في اجتماع مع السفير السلوفاكي الجديد، إن ايران «مهتمّة بالمحادثات والمفاوضات، واللجوء الى لغة القوة والتهديدات لن يخرج بنتائج» معها. وأضاف أن «نشاطات ايران القانونية والسلمية لامتلاك دورة الوقود النووي لن تحمل أي خطر على أي بلد».
من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني امس، أن تعليق تخصيب اليورانيوم «غير مقبول إطلاقاً وقد رفضناه، ولا مكان له في برنامج ايران النووي السلمي».
وأعرب حسيني عن تحدّي بلاده لاحتمال فرض عقوبات عليها، مشيراً الى أن «التهديد بفرض عقوبات وسيلة غير فعالة للتوصل الى حل. إن الشعب الايراني معتاد مثل هذه العقوبات، وكل ما أنجزه كان في ظل نظام عقوبات»، في اشارة الى العقوبات الاميركية التي تتواصل منذ عام 1980. وأضاف أن «العقوبة الاكبر ستكون حرمان الشعب والاجيال المقبلة من التكنولوجيا النووية».
ورأى المتحدث الايراني أن «الانقسامات ظهرت حتى داخل مجلس الامن الدولي. ومع سياسة الحكومة الايرانية، اصبحت هذه الانقسامات اكثر وضوحاً».
وردّاً على سؤال عن جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الشرق الأوسط، قال حسيني إن «أي زيارة لمسؤولين أميركيين للمنطقة، فضلاً عن أنها لم تكن مصدراً للخير والبركة، كانت مصدراً للشر والفتنة»، مضيفاً أن «دول منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت متيقظة بما يكفي كيلا تتبع السياسات الأميركية».
ونصح رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان) غلام علي حداد عادل، أمس، الدول الست (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا) بعدم استخدام لغة التهديد ضد إيران وفرض المقاطعة عليها. وقال حداد عادل، في الجلسة العلنية للبرلمان، إن «مجلس الشورى، الذي يعبّر عن وجدان الشعب الإيراني، يشدّد على استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية». وأوضح: «كلامنا منطقي ولسنا بصدد التمرّد على القوانين الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونرغب في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ونعدّه حقاً للشعب الإيراني، ولذلك نحن مستعدّون لإجراء المباحثات».
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي، إن أي عقوبات متسرعة قد يفرضها الغرب على بلاده قد تؤدّي الى «رد فعل من البرلمان ومجلس الأمن القومي».
وحذّر رئيس الحرس الثوري الايراني الجنرال يحيى رحيم صفوي امس، من أنه «في هذا الوضع الحساس، علينا أن نكون مستعدّين لمواجهة التهديدات الأجنبية المحتملة»، حسب ما نقلت عنه وكالة «اسنا» الطلابية للأنباء.
(أ ف ب، رويترز، أب، يو بي آي)