برغم التباين الواضح بين الموقفين الصيني والياباني بشأن الملف النووي الكوري الشمالي، المتمثل بدعوة طوكيو الى فرض عقوبات “قاسية” على بيونغ يانغ، وتأكيد بكين دعوتها الى “ضبط النفس”، اتفق البلدان، في بيان مشترك امس، على أن علاقاتهما الثنائية هي إحدى أهم الأولويات في السياسة الخارجية لكل من الدولتين.وكان ملف كوريا الشمالية، بعد إعلان بيونغ يانغ عن نيتها القيام بتجربة نووية وشيكة، حاضراً بقوة في محادثات القمة التي عقدت امس بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظيره الصيني وين جياباو في بكين، حيث مثّلت المرحلة الاولى من “الدبلوماسية الفعالة” التي اعتمدها رئيس الحكومة اليابانية الجديد، على أن تكون المرحلة الثانية كوريا الجنوبية التي يصلها آبي اليوم.
وجاء في بيان للحكومتين الصينية واليابانية أن “الجانبين يعربان عن قلقهما العميق حيال الوضع المستجدّ في شبه الجزيرة الكورية، بما فيه قضية التجارب النووية”.
وأضاف البيان، الذي تلاه الوفد الياباني أمام الصحافيين، أن “الجانبين أكّدا العمل معاً على تشجيع عملية المفاوضات المتعددة الاطراف، بهدف ايجاد شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي وتأمين السلام والاستقرار في شمالي شرق آسيا”.
وكان آبي قد أعلن امس أن احتمال إجراء كوريا الشمالية اختباراً نووياً لا يمكن استبعاده، لكنه أضاف، بعد محادثاته مع القيادة الصينية، أن البلدين اتفقا على أنه سيكون “من غير المقبول” أن تجري بيونغ يانغ الاختبار الذي أعلنت الأسبوع الماضي اعتزامها القيام به.
وأضاف آبي، قبيل مغادرته بكين، أن المنطقة تحتاج الى صوت قوي موحد، مشيراً إلى “أننا نحتاج إلى نقل رسالة الى كوريا الشمالية كي تمتنع عن تنفيذ تجربتها لأنها ستواجه المزيد من العزلة عن المجتمع الدولي”.
وكانت الصين، التي وصفت زيارة آبي بـ“نقطة تحوّل” في العلاقات بين البلدين، قد أحجمت في الماضي عن عقد اجتماعات قمة مع سلفه جونيتشيرو كويزومي، الذي تنحّى عن منصبه في الشهر الماضي، بسبب زياراته المتكررة لنصب “ياسوكوني” لقتلى الحرب في طوكيو، والتي عدّها منتقدوه تمجيداً لماضي اليابان العسكري.
لكن زعماء الصين عزفوا نغمة تصالحية، وأعرب آبي عن “ندمه العميق” على الأعمال اليابانية في الماضي وحطّم التقاليد بقيامه بأول زيارة للخارج منذ تولّيه المنصب في 26 ايلول الى الصين بدلاً من الولايات المتحدة.
وآبي (52 عاماً)، الذي دافع عن زيارات سلفه لنصب ياسوكوني وزار النصب في الماضي، امتنع امس عن ذكر ما إذا كان سيفعل ذلك مرة أخرى كرئيس للوزراء.
( ا ف ب، رويترز، اب)