strong>واشنطن ولندن تلجآن إلى “الفصل السابع” في مجلس الأمنبعد التجربة النووية، أي موقف دولي سيغيّر وضع كوريا الشمالية بعد اليوم؟ أمثلة سابقة في الهند وباكستان ومواقف دولية وعقوبات، لم تمنع الدولتين من حجز مكان لهما في النادي النووي
أحدث إعلان كوريا الشمالية تنفيذ تجربة نووية صدمة عالمية، ولا سيما في الولايات المتحدة، التي دانت التجربة، وبدأت التحضير لمحور تحرك، ضمّت إليه روسيا واليابان والصين، لبحث سبل مواجهة بيونغ يانغ، بعدما أثار تفجيرها الذري مخاوف الدول المحيطة، وخصوصاً اليابان وكوريا الجنوبية.
وتداعى مجلس الأمن الدولي إلى جلسة عاجلة، دان خلالها التجربة النووية الكورية الشمالية. وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون: “لم أشاهد أحداً يدافع عن كوريا الشمالية في القاعة”.
وأعلن بولتون أن الولايات المتحدة وزعت على مجلس الأمن مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على كوريا الشمالية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال: «لقد عرضت العناصر التي تطالب الولايات المتحدة بأن ينظر فيها أعضاء مجلس الأمن في مشروع قرار يتضمن عقوبات بموجب الفصل السابع».
وقال ديبلوماسيون إن الولايات المتحدة اقترحت إجراء تفتيش دولي لسفن الشحن المتوجهة إلى كوريا الشمالية والخارجة منها للبحث عن أسلحة للدمار الشامل أو مواد متصلة بها.
وقال مشاركون، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم، إن بولتون قدم إلى مجلس الأمن 13 “عنصراً” لقرار يعكف على صياغته رداً على التجربة النووية. وبين المقترحات الأخرى تطبيق حظر شامل للسلاح وتجميد الأرصدة المتصلة بأسلحة الدمار الشامل الخاصة ببيونغ يانغ.
وفي لندن، دعت بريطانيا على لسان وزيرة خارجيتها مارغريت بيكيت إلى فرض عقوبات على كوريا الشمالية. وقالت إن “بريطانيا ستنشط من أجل الرد بشكل قوي وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، مضيفة: “بكلام أكثر بساطة، سنضغط لفرض عقوبات على كوريا الشمالية”.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد وصف التجربة الكورية بأنها «تهديد للسلام والأمن الدوليين»، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ تحرك فوري. ورفض بوش، في إعلان مقتضب، مزاعم بيونغ يانغ بإجراء التجربة، إلا أنه قال إنه تحدث مع زعماء كل من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان عن الرد على ذلك. وأضاف: «لقد اتفقنا جميعاً على أن التحركات التي زعمت كوريا الشمالية أنها قامت بها غير مقبولة وتستحق رداً فورياً من مجلس الأمن الدولي».
وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي على ضرورة التنسيق للرد على بيونغ يانغ، حسب بيان أصدره الكرملين أوضح أن الرئيسين اتفقا، في مكالمة هاتفية، على أن التجربة الكورية الشمالية «أضرت بنظام الحد من الانتشار النووي، كما أكدا على ضرورة تنسيق التحركات بهدف حل المشكلة».
واتفق رئيس الوزراء الياباني تشنزو آبي والرئيس الأميركي على القيام بعمل حاسم في مجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة “كيودو” اليابانية للأنباء عن مسؤولين يابانيين قولهم إن “اتفاق آبي ــ بوش تم التوصل إليه في محادثات هاتفية استغرقت 15 دقيقة”.
وأضاف المسؤولون اليابانيون أن “الزعيمين اتفقا أيضاً على أن ما تقوم به كوريا الشمالية غير مقبول ويشكل تهديدات جدية لسلام وأمن المجتمع الدولي ونظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
وقال آبي: “من أجل المحافظة على سلامة اليابان والشعب الياباني ولتعميق علاقات الثقة القائمة على التحالف الياباني الأميركي، ستعزز اليابان تعاونها مع الولايات المتحدة في مجالات عديدة، بينها الدفاع الصاروخي الياباني ــ الأميركي”. ودعا آبي الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف “حازم” تجاه كوريا الشمالية، مؤكداً أن التجربة النووية التي أجرتها، إذا تأكدت، تمثل تهديداً للعالم أجمع.
وفي سيول، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي روه موه ــ هيون، بعد القمة التي جمعته مع آبي، أن حكومته ستواجه صعوبات متزايدة في انتهاج سياسة التقارب مع كوريا الشمالية بسبب قيام الأخيرة بإجراء تجربة نووية، فيما قال آبي إن طوكيو ستتخذ إجراءات صارمة بحق بيونغ يانغ.
ونقلت وكالة “يونهاب” عن روه قوله إن سياسة حكومته تجاه بيونغ يانغ لن تظل كما كانت قبل إعلان كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية. وأضاف: “في ظل الظروف الراهنة، ستجد الحكومة صعوبات متزايدة في تمسكها بسياسة التقارب مع كوريا الشمالية”.
ودان الرئيس الروسي التجربة النووية. وقال، أثناء اجتماعه بأعضاء الحكومة الروسية: “مما لا شك فيه أن روسيا تدين التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. ولا تكمن القضية في كوريا نفسها، بل في الضرر الجسيم الذي لحق بنظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل”. وأعرب بوتين عن أمله أن تعود بيونغ يانغ إلى طاولة المحادثات (السداسية). وكلف وزارة الخارجية الروسية إجراء المشاورات اللازمة في مجلس الأمن الدولي.
وفي بكين، نقلت وكالة “شينخوا” عن بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية “أن كوريا الديموقراطية الشعبية تجاهلت الاعتراض العالمي للمجتمع الدولي وقامت بتجربتها النووية على نحو سافر، والحكومة الصينية تعارض ذلك بحزم”. وأضاف البيان أن “الصين طالبت كوريا بشدة بالتقيد واحترام التزاماتها وتعهداتها بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وبوقف أي نشاط قد يؤدي إلى تفاقم الوضع والعودة إلى طريق المحادثات السداسية”.
وأعربت باكستان عن “أسفها” لإعلان كوريا الشمالية، مضيفة أن ذلك يمثل تطوراً من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام: “لقد طلبنا للتو من كوريا الشمالية التخلي عن إدخال أسلحة نووية إلى شبه الجزيرة الكورية. ومن المؤسف أنها تجاهلت نصائح المجتمع الدولي التي دعتها إلى عدم القيام بهذه التجربة”.
كما أعلنت الهند عن “قلقها العميق” عقب التجربة النووية “المؤسفة”، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية الهندية.
ووصفت إسرائيل التجربة النووية، بأنها “استفزازية” مؤكدة أنها بمثابة “إنذار” للعالم الذي يواجه كذلك احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية إذا لم يُتَّخَذ تحرك حاسم بهذا الشأن.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)