حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، من أن الغرب يسعى إلى جعل سوريا “كبش فداء”، معرباً في الوقت نفسه عن استعداد بلاده للاعتراف بإسرائيل ولإقامة سلام معها، وإن شدد على أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى تحقيق السلام، الذي قال إنه لن يحصل بوجود “وسيط غير نزيه”، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش.وقال الرئيس السوري إن بلاده مستعدّة لإجراء محادثات مع اسرائيل، وإنها تريد حلًّا سلمياً للصراع في الشرق الأوسط. وأضاف، في لقاء مع كبير محرري الشؤون الدولية في الـ “بي بي سي” جون سمبسون، إن “سوريا وإسرائيل يمكنهما العيش بسلام جنباً الى جنب، وأن تقبل كل منهما بوجود الطرف الآخر”.
لكن الأسد اشار إلى أنه “غير واثق من أن الحكومة الاسرائيلية الحالية قوية بما يسمح أن تسعى لتحقيق السلام”. وقال إن دعم واشنطن مثل هذه الخطوة أمر رئيسي لتحقيقها.
وشدد الرئيس السوري على أن بلاده ستكون مستعدة لإجراء محادثات مع إسرائيل شريطة وجود “وسيط غير متحيز”، متهماً الولايات المتحدة بعدم امتلاك “الإرادة أو الرؤية” للسعي من أجل السلام في منطقة الشرق الاوسط.
ورأى الاسد أن جورج بوش لا يمكن أن يكون وسيطاً نزيهاً. وقال إنه “لم يُجر حواراً مباشراً بين طرفي النزاع”. وتساءل “كيف يمكنك أن تتحدث عن السلام والعزلة في الوقت نفسه؟... كيف تتحدث عن السلام وتتبنّى مبدأ الحرب الاستباقية؟”. وأوضح أن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة من جميع الاطراف، ومنها سوريا وإسرائيل وأميركا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام.
واتهم الأسد الغرب “بالاستعداد التام لجعل سوريا كبش فداء للمشكلات في الشرق الاوسط”. وأوضح أن “الغرب كان مستعدّاً لتحميل سوريا مسؤولية المشاكل في الشرق الأوسط واتهامها بدعم الإرهاب بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق لجعلها كبش فداء وتبرئة نفسه من أي مسؤولية نجمت عن مضاعفات الحرب في أفغانستان والعراق”.
ودان الرئيس السوري أعمال العنف ضد المدنيين والأبرياء في العراق، لكنه أكّد أن للشعب العراقي الحق في مقاومة الاحتلال. وقال “إن الأعمال المسلحة (في العراق) خروج على القانون، ونحن لا نؤيد ذلك، أما المقاومة فنؤمن بها كنظرية، ولكن هذا لا يعني أننا نقدم لها الدعم المادي أو السلاح”.
كذلك نفى الأسد تقديم الدعم لحزب الله في لبنان، وضلوع بلاده في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال إن “الدعم الشعبي الذي يحظى به حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يجب أن يُؤخذ في الحساب والاعتبار، وما داما فاعلين على الأرض وبين الناس فيجب التعامل معهما”. وأضاف “حين تحظى هاتان المنظمتان بالدعم من الناس، فلن تكون قادراً عندها على وصف الناس بأنهم إرهابيون”.
(أ ب، يو بي آي، د ب ا)