تضاعفت أمس حدّة ردود الفعل المندّدة بشريط الفيديو “الدنماركي” الذي تضمّن إساءة للنبي محمد وللدين الإسلامي، لتصل إلى مستوى استدعاء سفير كوبنهاغن لدى طهران وإلى دعوات إلى مقاطعة العلاقات مع الدنمارك، التي اعلن وزير خارجيتها بير ستيغ مولر عن إدانته “لهذا التصرف”.في هذا الوقت، حذّرت الدنمارك أمس رعاياها في الخارج من مخاطر حصول “ردود فعل سلبية” بسبب شريط الفيديو الذي تضمّن إساءة للنبي محمد خلال حفل شبابي صيفي لأعضاء في حزب الشعب الدنماركي المتطرف الذي سحب أمس الشريط من موقعه الإلكتروني، معرباً عن ارتياحه لأنه نجح في إثارة جدل.
واستدعت طهران أمس السفير الدنماركي سورن هاسلوندنسن، فيما أعلنت وزارة خارجيتها، في بيان، أن إيران “تندّد بشدة وتعرب عن أسفها للإهانات المتكررة في حق نبي الإسلام والقيَم المقدسة لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم”. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قد قال أول من أمس، إن “قادة بعض الدول يسجنون الخبراء الذين ينفون (وجود) المحرقة، (لكنهم) يلزمون الصمت حيال من يهينون نبي الإسلام بذريعة حرية التعبير”.
وفي دمشق، تلقّى وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتصالاً هاتفياً من نظيره الدنماركي، دان خلاله الأخير “التصرف المسيء للإسلام الذي قام به بعض الشبان الدنماركيين”.
وقالت وكالة “سانا” السورية للأنباء، إن الوزير الدنماركي “نقل إدانة حكومته لهذا التصرف واعتباره سلوكاً مرفوضاً وغير لائق”.
كما انتقدت جبهة العمل الإسلامي في الأردن عدم قيام الدول الاسلامية برد فعل إزاء بث شريط الفيديو الدنماركي. وقال سكرتير المجلس الاستشاري للجبهة، حمزة منصور، إن اقتراح الدول الإسلامية يجب أن يشمل قطع العلاقات مع الدنمارك ومع دول أخرى وقعت فيهاها أحداث مناهضة للإسلام.
وأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن “الأسف”، مشيراً إلى أن الفيديو الذي بث “تلفزيون الدولة (في الدنمارك) للأسف مقاطع منه، أثار مشاعر” المسلمين عبر العالم الذين “يلحظون بقلق أن قيم التسامح تتآكل” أمام “سلسلة من عمليات الاستفزاز وكراهية الاسلام”.
وفي القاهرة، دعت وزارة الخارجية المصرية إلى “الترفّع” عن الرد على هذه الإساءات، مضيفة، في بيان: “إذ تعرب وزارة الخارجية عن استيائها الشديد إزاء تلك التصرفات الصبيانية فإنها تدعو إلى الترفع عن الرد عليها”.
(اف ب، د ب أ)