مقديشو ــ الأخبار
بات الموقف العسكري في الصومال متجهاً نحو مواجهة شبه حتمية بين الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم المحاكم الإسلامية والقوات الإثيوبية، التي انتشرت في محيط معقل السلطة الانتقالية ومدن صومالية عديدة، لوقف محاولات المحاكم السيطرة على كامل الأراضي الصومالية.
وأعلن قادة المحاكم الإسلامية مجدداً، لـ«الأخبار»، أنهم باتوا «في حالة جهاد شرعي ضد القوات الإثيوبية، بعد ساعات فقط من استعادة ميليشياتهم سيطرتها على مدينة بور هبكة على الطريق بين العاصمة الصومالية مقديشو ومعقل السلطة الانتقالية»، التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في مدينة بيداوة الجنوبيةوقال رئيس المحاكم الإسلامية، الشيخ حسن طاهر عويس، ونائبه الشيخ شريف شيخ احمد، إن «ما حدث في بور هبكة يبرر دعوتهما الشعب الصومالي إلى مقاومة الاحتلال الإثيوبي للأراضي الصومالية».
ودخلت قوات حكومية، مدعومة بقوات إثيوبية ومعززة بآليات عسكرية وقاذفات صواريخ، المدينة قبل أن تُجبر على مغادرتها بعد معركة قصيرة نسبياً سقط خلالها أربع ضحايا ما بين قتيل وجريح.
والتزمت الحكومة الصومالية الصمت حيال إعلان المحاكم الإسلامية الجهاد ضد إثيوبيا، لكنها نفت مجدداً، في المقابل، مشاركة أي قوات إثيوبية مع قواتها، التي أغارت في وقت سابق على المدينة.
وعززت المحاكم الإسلامية قواتها على الطريق المؤدية إلى مدينة بيداوة، وسط معلومات غير مؤكدة عن اعتزامها شن هجوم مفاجئ على معقل السلطة، التي تحسبت بدورها لهذه الضربة ونشرت قواتها المسلحة حول المدينة.
وقال مسؤولون في الحكومة الصومالية أمس إن لديهم «خططاً للاقتراب من العاصمة مقديشو بالتزامن مع مساعي يقوم بها وزير الدفاع عدن هيرالي لاستعادة السيطرة التي فقدها الأسبوع الماضي على مدينة كيمسايو ذات الأهمية الاستراتيجية والتجارية».
وكانت المحاكم الإسلامية قد هددت أول من أمس بإعلان الحرب على الحكومة الصومالية إذا ما استعانت بقوات إثيوبية لمساعدتها. وقال الشيخ شريف شيخ أحمد، عقب اجتماعه مع السفير الإيطالي لدى الصومال ماريو رفائيلي، «إذا لم تغادر القوات الإثيوبية فستكون هناك عواقب وخيمة وستنتشر الحرب في المنطقة». وأضاف «إذا أرادت إثيوبيا أن تنقل أعمال العنف إلى الصومال، فسيتسم رد فعلنا بالعنف وسيكون من الصعب استئناف عملية السلام بعدها».
ومن شأن هذه التطورات أن تهدد انعقاد الجولة المقبلة والثالثة من المفاوضات بين الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية، المقرر عقدها برعاية الجامعة العربية والحكومة السودانية فى الخرطوم في الثلاثين من الشهر الجاري.