غزة ــ رائد لافي
تبدو الأزمة الداخلية الفلسطينية أمام الفرصة الأخيرة للخروج من كابوس الاقتتال الداخلي، ومهمة الوساطة القطرية قد تكون آخر منافذ الحوار قبل الدخول في المجهول

بدأ وزير الخاجية القطري الشيخ حمد بين جاسم بن جبر آل ثاني أمس في قطاع غزة مهمة وساطة، بدا أنها تواجه “مصاعب”، بعدما فشل، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، في جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، برغم أن برنامج الزيارة يتضمّن لقاء ثلاثياً، يعقبه مؤتمر صحافيومع وصول وزير الخارجية القطري إلى مدينة غزة، كانت أجواء العلاقة بين عباس وهنية، ومن خلفهما حركتا “فتح” و“حماس”، ملبدة بغيوم كثيفة تنذر باحتمال وقوع صدامات مسلحة دامية بين الطرفين مشابهة لتلك التي وقعت الأسبوع الماضي.
وبدا واضحاً أن عباس أُرغم على القدوم إلى غزة للقاء الوزير القطري، بعدما أحجم عن ذلك طوال الأسابيع الثلاثة الماضية. وما زاد من التوجس والخشية من فشل مهمة الوساطة القطرية، أن تكتماً شديداً أعقب المباحثات بين عباس والوزير القطري في اللقاء الذي دام زهاء ساعة، ولم يتبعه مؤتمر صحافي كما جرت العادة. واكتفى عباس بإبلاغ الصحافيين المحتشدين أمام مكتبه في مدينة غزة أن “الشيخ حمد سيلتقي هنية ثم يعود” للقائه “مجدداً”.
وكان الشيخ حمد قد وصل غزة مساء أمس عبر معبر رفح الحدودي في مهمة وساطة جديدة لرأب الصدع بين مؤسستي الرئاسة “الفتحاوية” والحكومة “الحمساوية”، بعدما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل في العاصمة السورية دمشق، بغية التوصل إلى اتفاق يمهّد الطريق أمام حكومة وحدة وطنية فلسطينية تعترضها عقبات جسام.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، أن الشيخ حمد جاء إلى غزة بمقترح جديد “لا يتضمّن تنازلاً عن الثوابت الوطنية الفلسطينية”.
وبحسب مصدر فلسطيني، فإن المبادرة التي تبنّاها وزير الخارجية القطري تتضمن ست نقاط هي:
1ــ أن تلتزم الحكومة الفلسطينية قرارات الشرعية الدولية.
2ــ ان تلتزم الحكومة الاتفاقات الموقّعة من منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها الموقعة مع اسرائيل. 2ــ ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة على حدود عام 1967 الى جانب دولة اسرائيل كما ورد في خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش.
4ــ الاتفاق على وقف كل اشكال العنف بشكل متبادل ومتزامن.
5ــ العمل على تفعيل منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة.
6ــ أن تتولّى منظمة التحرير ورئاسة السلطة والقيادة الفلسطينية مسؤولية الملف السياسي بما في ذلك المفاوضات.
في غضون ذلك، تواصلت الحرب الكلامية بين “حماس” و“فتح”، فذكرت “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة فتح، أن الموقع الرسمي لحركة “حماس” “المركز الفلسطيني للإعلام” يصدر تقارير تحريضية، مشيرة إلى أن هذه التقارير لا تخدم إلا المصالح الاسرائيلية في شقّ الصف الوطني.
وكان الموقع الرسمي لحركة “حماس” قد نشر على الانترنت أمس بياناً لم يشر إلى مصدره سوى أنه من “كتائب شهداء الأقصى”، اتّهم بعض القادة في حركة فتح بالخيانة، بسبب دعوتها حكومة هنية إلى الاعتراف بإسرائيل شرطاً لتأليف حكومة وحدة وطنية.
وحذّر القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر أمس، من خطورة التهديد بحل الحكومة والبرلمان باعتبارها “إجراءات غير قانونية وقد تؤجج حرباً أهلية فلسطينية”.
وشدّد بحر، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، على أن “أحداً لا يملك حق حل المجلس التشريعي والتلويح بحكومة طوارئ... فالقانون لا يتضمن حكومة طوارئ بل حالة طوارئ لمدة شهر تستمر فيها الحكومة الحالية”.
وفي إطار الاعتداءات الإسرائيلية، استشهد الشاب محمد وليد سعادة (20 عاماً) في مدينة نابلس في الضفة الغربية برصاص الاحتلال. واستشهد الفتى محمود كمال أبو ناصر (14 عاماً) بصاروخ إسرائيلي جنوبي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
كما استشهد محمد عبد الله ناجي (21 عاماً) من سكان منطقة دير البلح في انفجار أثناء عمليات تدريب.