القاهرة ـ دمشق ــ «الأخبار»
المعلومات الكثيفة التي راجت في الأيام الماضية عن قمة مصرية سورية كانت مقررة أمس، اصطدمت بواقع عدم حصولها، وسط صمت مصري ونفي سوري، طرحا مجموعة من التساؤلات أظهرت أن العلاقة بين دمشق والقاهرة لا تزال تراوح مكانها

غاب الرئيس السوري بشار الأسد أمس عن «القمة» مع الرئيس المصري حسني مبارك، التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية ونفت دمشق أن تكون مقررة أصلاً، ما أثار تكهنات المراقبين حول استمرار «حالة عدم التوازن التي تمر بها العلاقات المصرية السورية».
وقال مصدر سوري مطّلع، لـ «الأخبار»، إن ما تناقلته وسائل الإعلام عن زيارة مقررة يقوم بها الرئيس السوري إلى القاهرة هو «تأويل إعلامي لا أكثر ولا أقل»، مشيراً إلى أنه «لم يكن هناك في الأصل موعد محدد لها».
ورفض المصدر الإعلان عن موعد آخر للزيارة أو القول إنها واردة أو غير واردة، مشدداً في الوقت نفسه، على أن الاتصالات والمشاورات مستمرة بين دمشق والقاهرة.
وكانت مصادر إعلامية قد أشارت إلى أن الأسد سيصل إلى القاهرة لتناول طعام الإفطار على مائدة رمضانية مع نظيره المصري، في زيارة خاطفة تستغرق ساعات، لكن شيئاً لم يحدث، وهو ما رفضت مصادر مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية المصريتين التعليق عليه.
وتنتظر الأوساط المصرية والعربية عقد قمة مصرية ــ سورية من شأنها إنهاء حالة التوتر التي سادت العلاقات بين القاهرة ودمشق خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان بسبب تباين موقفهما منها.
وقال مصدر عربي مطلع، لـ«الأخبار»، إن مبعوثاً سورياً، يعتقد أنه نائب الرئيس فاروق الشرع، قد زار القاهرة سراً قبل أيام و«نجح فى إقناع الرئيس المصري بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الرئيس السوري وكسر طوق العزلة العربية والدولية المفروض على سوريا».
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أن «زيارة الشرع سبقتها اتصالات مكثفة شارك فيها من الجانب المصري رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان، الذي سبق له أن زار العاصمة السورية دمشق أخيراً لتحذيرها من التورط في حرب مفتوحة مع إسرائيل».
وقال المصدر نفسه إن «نجاح القمة المصرية السورية من شأنه أن يفتح الطريق نحو عقد قمة ثلاثية بين قادة مصر والسعودية وسوريا لبحث مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط».
لكن مصادر دبلوماسية عربية وثيقة الصلة بالعاصمة السعودية الرياض، قالت لـ«الأخبار» إن الملك السعودي عبد الله يريد أولاً من سوريا، قبل عقد القمة، «إبداء المرونة تجاه نزع سلاح حزب الله وضرورة احترام سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها».
وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، إن «التحركات السورية تجاه القاهرة تتزامن مع شعور سوريا بالخطر لأنها مستهدفة إسرائيلياً وأميركياً».
وترى مصادر عربية أن القاهرة تستعد لاستعادة زمام المبادرة في المنطقة العربية بعد الاتهامات التي تعرضت لها أخيراً والحديث عن تآكل دورها الإقليمي، مشيرة إلى أن تحسّن العلاقات مع سوريا يصب فى هذا الاتجاه، وخصوصاً فى أعقاب الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة الأسبوع الماضي.
وتعتقد المصادر أن عودة المحور الثلاثي بين مصر وسوريا والسعودية بات أمراً حيوياً فى ظل «مخططات أميركية وإسرائيلية لإعادة رسم خريطة المنطقة سياسياً واقتصادياً».