وسعت طهران امس دائرة احتجاجاتها على “الفيديو” الدنماركي المسيء للنبي محمد لتشمل الاتحاد الأوروبي، فيما اتصل وزير خارجية الدنمارك براستيغ مولر بنظيره الإيراني منوشهر متكي، لإبلاغه شجب حكومته للموضوع، معتبراً هذا العمل مرفوضاً وسيئاً للغاية. وبرر مولر بث التلفزيون الدنماركي بعض المقاطع من فيلم صوّرته مجموعة من شبيبة حزب الشعب اليميني خلال الصيف الماضي، بأن الهدف منه كان نقده لا تأييده.وأشارت وكالة “مهر” الايرانية للأنباء إلى أن متكي “حذر من مغبة تكرار مثل هذه الإساءات”، مشيراً إلى ضلوع بعض المراكز الصهيونية في هذا العمل المشين.
وفي طهران ايضاً، طالب 232 نائباً في مجلس الشورى الإيراني، في رسالة إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد، “بقطع العلاقات الاقتصادية مع الدنمارك” احتجاجاً على إساءة التلفزيون الدنماركي للنبي محمد. كما ألقيت ثلاث زجاجات حارقة في محيط السفارة الدنماركية مساء أمس، خلال تظاهرة لإسلاميين احتجاجاً على عرض شريط الفيديو الدنماركي. وانتشرت شرطة مكافحة الشغب حول السفارة ومنعت المتظاهرين من الاقتراب من المبنى، لكن الاشخاص المتجمعين، الذين ناهز عددهم مئة، تمكنوا من رشق المبنى بالحجارة، فيما ألقيت ثلاث زجاجات حارقة في حديقة السفارة.
وكانت وزارة الخارجية الايرانية قد استدعت السفير الفنلندي لدى طهران، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، وسلمته مذكرة احتجاج.
بدورها، استدعت اندونيسيا السفير الدنماركي لديها، نيلز ايريك اندرسون، وأبلغته بانزعاجها من التطور الذي حدث أخيراً في الدنمارك.
وأعرب اندرسون عن عميق أسفه واعتذاره، موضحاً أن زعيم الحزب المسؤول عن الشريط “دان هذا العمل”.
وفي دمشق، زار سفير الدنمارك لدى سوريا، اغبرغ ميكلسن، مجمع الشيخ أحمد كفتارو الاسلامي، والتقى مديره صلاح الدين كفتارو، مقدماً أسفه واستنكاره.
وفي كوبنهاغن، تمنى اصحاب شركات دنماركية على أبناء العالم الاسلامي عدم العودة الى مقاطعة بضائعهم بعد مشكلة شريط الفيديو. وقال متحدث باسم اتحاد المصانع ان بعض الزبائن في السعودية طلبوا سحب بضائع تابعة لشركتين دنماركيتين من الاسواق بسبب الاساءة التي تسبب بها شبان حزب الشعب.
وكانت قناة “تي في تي” الدنماركية الرسمية بثت الجمعة الماضي، لقطات من شريط فيديو يصوّر النبي محمد على انه جمل يشرب البيرة وإرهابي ثمل يهاجم كوبنهاغن.
وفي السياق، انضم المؤلف البريطاني سلمان رشدي امس إلى النقاش القائم حول النقاب الذي ترتديه المسلمات قائلا إنه “سيئ” ويضعف موقف المرأة، معرباً في مقابلة مع “بي بي سي”، عن تأييده لموقف وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي أثار الاسبوع الماضي جدلاً بوصفه للنقاب بأنه “تأكيد جلي للاختلاف والانفصال”.
(د ب أ، أ ب، ا ف ب، يو بي آي)