طهران ــ الأخبار
استدعي بشكل مفاجئ كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين إلى منزل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، للتباحث في آخر المستجدات والتطورات، ولا سيما الملف النووي والتجربة النووية لكوريا الشمالية وحركة حاملة الطائرات الأميركية «ايزنهاور» المتجهه إلى مضيق هرمز والمياه الإقليمية الإيرانية، الأمر الذي قد يشير الى تحرك عسكري وشيك ضد إيران.
وحضر اللقاء رؤساء السلطات الثلاث وقائدا الحرس الثوري والجيش، فيما استعرض رئيس أركان القوات المسلحة الأوضاع الأمنية في المنطقة والجهوزية القتالية لدى القوات الإيرانية إذا ما شنّت الولايات المتحده عدواناً على المنشآت النووية.
واكتفت وكالات الأنباء الإيرانية بنقل الجزء المتعلق بدعوه خامنئي المسؤولين الى التماسك ووحدة الصف لمواجهة الأخطار والتحديات.
وعلمت «الأخبار» أنه تم التطرق الى الملف النووي والهجوم العسكري المحتمل ضد إيران، وخاصة بعد أنباء عن احتمال وقوع الهجوم بين 21 تشرين الأول الجاري والخامس والعشرين منه.
ونقلت مصادر إعلامية موثوقة ومقرّبون من قيادة الحرس الثوري أن شواهد وأدلة تشير الى تحرك عسكري وشيك ضد إيران، وأن هذا الهجوم هدفه إنقاذ الجمهوريين الأميركيين من الهزيمة في الانتخابات التشريعية المقبلة. على أن هذه الحرب ستؤدي، بحسب بعض المصادر، الى موجة من العنف الأمني والعسكري الواسعين في المنطقة، ستشمل السعودية والكويت والعراق، وكافة أماكن تواجد القوات الأميركية. كما ستستهدف أنابيب النفط ووسائل النقل والطائرات والسفن، ولا سيما إغلاق مضيق هرمز عبر نشر آلاف الألغام البحرية في مياه الخليج، فضلاً عن ارتفاع كبير في أسعار النفط بصورة جنونية.
وفي سياق التحركات العسكرية، من المقرر أن تصل الى الخليج حاملة الطائرات «ايزنهاور»، وهي الأضخم في الأسطول البحري الأميركي، بعد عشرة أيام تقريباً، وتصل بالتزامن معها بارجة كاسحة للألغام البحرية، لتنضما الى باقي القطع والبوارج الأميركية في المنطقة.
وكانت حاملة الطائرات الأميركية «Enterpriser»، وهي البارجة التي شكلت القاعدة الأهم لشن الهجمات الجوية على أفغانستان، قد عادت الى الولايات المتحدة، في وقت سابق، وذلك لإعادة تأهيلها وتزويدها بالإمكانات والأسلحة اللازمة. وإذا توجهت مجدداً الى الخليج، فهذا يعني إشارة واضحة الى نية واشنطن للقيام بعمل عسكري وشيك.
ويتوقع المراقبون في طهران أن يستهدف الهجوم مئات المواقع العسكرية والنووية والمؤسسات الحياتية كالمطارات والموانئ والمرافق العامة، إضافة الى مراكز القيادات السياسية والعسكرية، ولا سيما المنطقة الأمنية في وسط طهران التي تضم قيادة المرشد ورئيسي الجمهورية ومجلس تشخيص مصلحة النظام، وذلك بهدف تقطيع الأوصال وقطع الارتباط بين القيادتين السياسية والعسكرية، بما يشبه خطة اسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان.
وأفادت مصادر عسكرية، لـ«الأخبار»، أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة لمواجهة مثل هذا السيناريو، وقد أعادت مراجعة استعداداتها مستفيدة من حرب لبنان الأخيرة، وتوفيرها وسائل الاتصال المناسبة وإعطاءها على سبيل المثال الصلاحيات والإمكانات اللازمة الى كافة المحافطات لتواجه، بصورة منفصلة، أي اعتداء خارجي من دون الرجوع الى القيادة المركزية. وشهدت مناورات «ضربة ذو الفقار» الأخيرة تجارب على هذه الخطة.
وفي هذا الإطار، قال قائد القوات البرية الجنرال أمير محمد حسين دادرس إن «القوات المسلحة الإيرانية في أتمّ الجهوزية القتالية، وقد أظهرت مناورات (ضربة ذو الفقار ) جزءاً يسيراً فقط من هذه الاستعدادات».
ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال اجتماع حاشد في بلدة غربي طهران أمس، الغرب الى تغيير نهجه إزاء بلاده التي رأى أنها تزداد قوة في الوقت الذي يزداد الغرب ضعفاً، مشيراً الى أن «بعض القوى العالمية تمارس البلطجة ضد إيران بسبب برنامجها النووي».
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن المدراء السياسيين في وزارات خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين عقدوا أمس اجتماعاً، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، لاختيار سلسلة من العقوبات من شأنها أن تدرج على جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي. وأضاف انهم اتفقوا على تكليف مندوبيهم الدائمين في الأمم المتحدة التفاوض حول صيغة قرار العقوبات.