توعّد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس كوريا الشمالية بـ “تداعيات خطيرة” بعد إعلانها إجراء أول تجربة على قنبلة نووية، إلا أنه حرص، في المقابل، على التأكيد أن الأولوية تبقى للخيار الديبلوماسي، فيما حذّرت بيونغ يانغ من أنها ستعد أي عقوبات بمثابة “إعلان حرب”.وقال بوش، في مؤتمر صحافي، إن بلاده ستعزز التعاون الدفاعي مع حلفائها الآسيويين في مواجهة كوريا الشمالية. وأضاف أنه “لم يتم التأكد بعد من أن التفجير هو تفجير نووي”، مشيراً مع ذلك إلى “أن الإعلان بحد ذاته يمثل تهديداً للسلم والاستقرار الدوليين”.
وقال بوش: “إننا نعمل مع شركائنا في المنطقة وفي مجلس الأمن الدولي، لكي نضمن أن يتحمل نظام بيونغ يانغ التداعيات الخطيرة للتجربة النووية”. وأشار إلى أنه تحدث مع قادة الحكومات الخمس الأخرى، التي تقود مساعي لوقف جهود بيونغ يانغ النووية، وهي اليابان والصين وكوريا الحنوبية وروسيا، ولقي “إجماعاً على ضرورة صدور قرار قوي من مجلس الأمن يطلب من كوريا الشمالية الالتزام بواجباتها الدولية لتفكيك برامجها النووية”.
وأوضح بوش أن “القرار الذي يُناقش حالياً في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يجب أن يضع سلسلة من الإجراءات لمنع كوريا الشمالية من تصدير التكنولوجيا النووية أو تكنولوجيا الصواريخ”.
وأقر بوش بأن إدارته واجهت العديد من الانتقادات في الماضي للجوئها إلى العمل منفردة في سياستها الخارجية. وقال إنه “اليوم ملتزم تماماً بالعمل ديبلوماسياً من خلال الأمم المتحدة”.
وأعاد التأكيد على رفض إدارته “إجراء أية محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية أو إيران”.
وأضاف بوش: “أعتقد جازماً أن أفضل طريقة للتعامل مع النظامين في كوريا الشمالية وإيران هي عبر أكثر من صوت”، مشدداً على تفضيله إجراء مفاوضات متعددة الأطراف مع الحكومتين. وتابع أن “رسالة الولايات المتحدة لكوريا الشمالية وإيران ولشعبيهما هي أننا نرغب في حل المسائل سلمياً”.
وشدد بوش على أن حكومته “لا تنوي شن عمل عسكري ضد كوريا الشمالية أو إيران”. وقال: “أعتقد أن القائد الأعلى يجب أن يحاول بذل الجهود الديبلوماسية كافة قبل الالتزام عسكرياً”. وأوضح: “لم تستنفد الطرق الديبلوماسية بعد، وسنواصل العمل من أجل منح الديبلوماسية فرصة كاملة للنجاح”، لكنه رفض استبعاد احتمال شن عمل عسكري إذا ما واصلت كوريا الشمالية تهديدها النووي. وقال: “أنا أنظر إلى كل الخيارات طوال الوقت”.
في المقابل، حذرت كوريا الشمالية من أنها ستحسب فرض أية عقوبات صارمة ضدها من قبل مجلس الأمن الدولي “إعلان حرب”، وهددت بإجراء مزيد من التجارب النووية إذا ما واصلت الولايات المتحدة ممارسة ضغوطها من أجل فرض عقوبات صارمة.
وقال رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية، كيم يونغ نام، لوكالة أنباء “كيودو” اليابانية، إن بلاده ترى أن السياسة الأميركية تجاهها هي العامل الرئيسي الذي سيحدد مسألة عودتها إلى المحادثات السداسية حول برنامجها النووي.
وقال كيم، رداً على سؤال عما إذا كانت بيونغ يانغ ستجري تجربة نووية ثانية، إن “مسألة إجراء تجارب نووية في المستقبل ترتبط بالسياسة الأميركية تجاه بلدنا”. وأضاف: “إذا استمرت الولايات المتحدة بانتهاج نهج معاد وبممارسة مختلف أنواع الضغوط علينا، فلن يكون أمامنا خيار سوى اتخاذ إجراءات عملية أخرى”.
إلى ذلك، دعا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا، أمام النواب الأوروبيين في بروكسل، إلى تبني عقوبات على كوريا الشمالية تهدف إلى منعها من تسهيل حصول دول أخرى على السلاح الذري، مشيراً إلى ضرورة مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي.
وأعلنت اليابان عن عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ ستشمل منع جميع سفن كوريا الشمالية من دخول الموانئ اليابانية ومنع الواردات من كوريا الشمالية.
(أ ب, أ ف ب, رويترز, يو بي اي)