بول أشقر
تعيش بوليفيا أياماً متوترة مع تفاقم الصراعات السياسية والاجتماعية، رغم تأكيد الرئيس إيفو موراليس، في خطاب ألقاه بمناسبة مرور 24 سنة على عودة الديموقراطية، أن “الشعب كفيل بإحباط أية محاولة انقلابية”.
واحتل سائقو سيارات الأجرة أول من أمس شوارع لاباز في محاولة لتعطيل عملية النقل بغية فرض تجميد أعمال البلدية التي يرونها مسيئة لمصالحهم، وأطلقوا بعض الهتافات المطالبة بإقالة موراليس. وانضمت إلى تظاهرة السائقين تظاهرة دعا إليها الاتحاد العمالي البوليفي تضم نقابات الأساتذة. وجرت بين المتظاهرين وأنصار موراليس مشادات كلامية وعراك بالأيدي كاد أن يتفاقم لولا تدخل الشرطة.
في غضون ذلك، يستمر التصعيد في الولايات الشرقية المعارضة الأربع، التي أعلنت الأسبوع الماضي استعدادها للانفصال، إذا أصرّت الحكومة على اعتبار سلطة المجلس التأسيسي أعلى من السلطات الدستورية الأخرى والاكتفاء بالأكثرية المطلقة في إقرار مشروع الدستور الجديد، بينما يفترض الدستور القديم أكثرية الثلثين التي لا يتمتع بها حزب موراليس.
ويقول موراليس إن “المجلس الدستوري سيد نفسه” وإن مشروع الدستور الجديد الذي يهدف إلى “إعادة تأسيس بوليفيا” سيخضع لإقراره إلى استفتاء شعبي في كل الأحوال.
في غضون ذلك، يجتمع أنصار الرئيس موراليس اليوم في مدينة لاباز للتعبير عن وقوفهم إلى جانب التغييرات التي حصلت منذ انتخاب الرئيس اليساري، بعدما أوفى بوعوده بتأميم الغاز، في إجراء انتخابات الجمعية التأسيسية، حيث يواجه الآن أكبر تحدٍّ منذ وصوله إلى السلطة.
في هذا الوقت، نجح الجيش البوليفي في فرض هدنة في منطقة “واناني”، حيث أكبر مناجم القصدير في العالم، بعد المواجهات المسلحة التي اندلعت الأسبوع الماضي بين مجموعتين من عمال المناجم وأدت إلى مقتل 16 عاملاً وجرح العشرات منهم، فيما يجمع المراقبون على أن الهدنة هشة وهي مهددة بالانفراط في أية لحظة.
وقصة الخلاف في واناني ــ التي شهد فيها الثائر الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا بداية الوعي السياسي قبل أكثر من نصف قرن، وحيث سطرت الحركة العمالية أروع نضالاتها ــ تعود إلى أكثر من 20 عاماً بعد إقالة حوالى 30 ألف عامل نتيجة انهيار سعر القصدير في العام 1985.
وتزايدت حدة الصراع في الآونة الأخيرة لأن سعر القصدير ارتفع ستة أضعاف خلال السنتين الأخيرتين.