غزة ـــ رائد لافي“حماس” تعتبر “تغوّل” الاحتلال نتيجة مواقف “فتح” وتدعوها إلى «قمة» في مصر

لم يفلح تصعيد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، الذي تمثل أمس في مجزرة جديدة راح ضحيتها ستة فلسطينيين، في تخفيف حدة الأزمة الداخلية الفلسطينية، فاعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن “التغوّل” الإسرائيلي هو نتيجة بعض المواقف الفتحاوية.
وقالت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية لـ“الأخبار” إن قوات الاحتلال، تدعمها الدبابات والآليات العسكرية توغلت فجر أمس، لمئات الأمتار في منطقة الفراحين، وباشرت القتل والتدمير، وعاثت في المنطقة فساداً.
وأطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخين في اتجاه مجموعة من مقاومي “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، فاستشهد ثلاثة من المقاومين وثلاثة مدنيين، وأصيب 13 آخرون بجروح متفاوتة.
ونعت “كتائب القسام” شهداءها الثلاثة، وهم: صلاح رشاد قديح (23 عاماً)، ونائل فوزي قديح (23 عاماً)، وعبد الرحمن عبد الله قديح (23 عاماً)، وثلاثتهم من بلدة عبسان الجديدة.
ووفقاً للمصادر الطبية الفلسطينية، فإن باقي الشهداء هم الطفل صهيب عادل قديح (13 عاماً)، ووالده عادل قديح (40 عاماً)، بينما استشهد في وقت لاحق محمد بركة (21 عاماً) متأثراً بجراحه الخطرة.
وتصدت فصائل المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال. وأعلنت “كتائب القسام”، في بيانات، أنها تمكنت من إطلاق قذيفتي “ياسين” (مضاد للدروع) وعدد من القنابل اليدوية على منزل تحصنت بداخله قوات خاصة إسرائيلية، كما أطلقت قذيفة أخرى على دبابة مدرعة، وقد أصابت أهدافها بدقة.
كما أعلنت “كتائب القسام” أنها أطلقت ستة صواريخ محلية الصنع على مستوطنة “سديروت” اليهودية داخل فلسطين المحتلة عام 1948. وتوعّد المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، الجيش الاسرائيلي «بالعديد من المفاجآت والقدرات العسكرية التي لم يعتدها إذا فكر في اجتياح قطاع غزة بالكامل». ورأى أن الجيش الاسرائيلي «يحاول اجتياح مناطق في قطاع غزة للتغطية على فشله في الافراج عن الجندي الاسير جلعاد شاليط”.
ورأت حركة “حماس” أن “التغول والاستقواء” الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني يأتيان استغلالاً للمواقف المنكسرة والمهزومة من قبل بعض الأطراف الفلسطينية، “كمواقف نبيل عمرو (المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس) وياسر عبد ربه (عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية)، الذين رهنوا مواقفهم بالمواقف الإسرائيلية والأميركية”.
وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن ذلك يتزامن مع “العزلة التي يمارسها عباس على الحكومة الفلسطينية المنتخبة وعلى حركة حماس، فيقوم العدو بإحداث حالة من الارتباك وخلط الأوراق، ويضغط باتجاه زيادة الأزمة الخانقة على شعبنا بمزيد من الدماء والقتل والشهداء”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن مجهولين أطلقوا النار على ضابط من جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في مدينة غزة. وأكدت المصادر أن عبد المجيد شكشك (30 عاماً) أصيب بالرصاص، بينما كان خارجاً من بيته في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة ونقل لتلقي العلاج في مستشفى الشفاء حيث وصفت حالته بأنها بالغة الخطورة.
من جهة ثانية، وصف المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية، جمال نزال، دعوة ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إلى استقالة عباس، بأنها تعبّر عن “وجهة نظر شخصية لا تعني أحداً في المستوى السياسي في فلسطين”. وقال نزال “إن تصريحات حمدان لا تزيد عن كونها عملة غير قابلة للصرف في بلادنا نظراً لأنه لا شراكة من أي نوع بيننا وبين قيادة حماس في الخارج”.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، قال حمدان أمس “إنه إذا كانت المصلحة الفلسطينية تقتضي الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن من الواجب التعامل معها بإيجابية”.
واتهم حمدان الرئيس الفلسطيني وفريقه بعرقلة وثيقة الوفاق “تحت حجة واضحة أن الادارة الاميركية لا تقبل بها”.
ودعا احمد يوسف، وهو من كبار مساعدي رئيس الوزراء اسماعيل هنية، الى عقد “قمة” في مصر بين حماس وحركة فتح بشأن الجهود المتعثرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال ان حل الحكومة التي تتزعمها حماس يمكن ان يؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية وتصعيد الهجمات ضد الدولة اليهودية.