باريس ـــ بسّام الطيارة
رأى الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس أن «في الإمكان توقع السلام» في لبنان، مشدداً على ان قوات «اليونيفيل ليست بمنأى عن حادث قد يسبب انعكاسات»، وذلك في ختام اعمال المجلس الوزاري الفرنسي ــ الألماني السابع في باريس أمس.
وقال شيراك، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، إن «الجيش اللبناني وسع انتشاره بشكل جيد وأشرفت الحكومة جيداً على نشر جيشها، ومن هذا المنظار، لا يمكن لقيادة قوة يونيفيل إلا الإشادة بتصرف الجيش اللبناني وتحركه».
ورغم ان الوضع في لبنان لم يكن مدرجاً على جدول أعمال المجلس الوزاري الفرنسي ــ الألماني، الذي وزع مسبقاً على الصحافة، فقد احتل البند الأول في البيان النهائي.
وتعجب المراقبون من صياغة المقطع الأول في ما يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، حيث جاء فيه «ان فرنسا وألمانيا مبتهجتان» لصدور القرار المذكور، رغم أن شيراك وميركل كانا قد التقيا في ٢٥ آب الماضي في قمة أعقبت صدور القرار. ويرى هؤلاء أن باريس وبرلين تعلنان، من خلال هذه الصيغة الديبلوماسية، «زوال التباين في تفسير القرار»، الذي، بحسب بعض المصادر، كان يتعلق بدور القوة البحرية الألمانية وتصريحات ميركل عن أهداف وجودها قبالة السواحل اللبنانية.
وبعدما دعا البيان «جميع الفرقاء إلى العمل على توطيد السلام وإعادة نهضة لبنان»، أكد توافق البلدين على اعتزام المساهمة بـ«تثبيت وقف إطلاق النار» وإعادة إعمار لبنان. كما ذكّر البيان بأن فرنسا «تقود قوات اليونيفيل وتساهم بقوة فيها» وأن ألمانيا «ستتحمل مسؤولية خاصة في وضع القوة البحرية حيز التنفيذ» من خلال قيادتها لها.
ويصف متابع قريب للملف اللبناني ما جاء في البيان بأنه «مثل طاحونة المياه»، ويعيد السبب إلى أن شيراك بدأ يتحسس بابتعاد الملف اللبناني من يد باريس بعد أشهر إذ إن إيطاليا ستعود إليها قيادة «اليونيفيل» البرية وألمانيا قد تسلمت القيادة البحرية، ولم تستطع باريس إقناع الفرقاء في لبنان بتسلم «الإدارة التقنية لمراقبة الحدود البرية والمطار»، ما يجعلها بعيدة عما يحدث، ومتابعتها للأمور مرتبطة بإرادة آخرين، وهو ما لا يحبذه شيراك بتاتاً، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بلبنان.
وجاء تصريح شيراك، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، ليؤكد وجود نوع كهذا من الارتباك؛ فبعدما أشاد بالجيش اللبناني الذي «وسع انتشاره جيداً» تحت إشراف الحكومة «التي قامت بعمل جيد»، قال «بما أن إسرائيل قد انسحبت، فإننا نود أن يكون هناك سلام دائم»، فيما شدد على أن قوات «اليونيفيل ليست بمنأى عن حادث قد يسبب انعكاسات وما قد يترتب عليها». واستطرد قائلاً «إننا نفعل المستحيل لكي تكون العلاقة بين الجيش اللبناني واليونيفيل جيدة من جهة، وكذلك أن تكون العلاقة بين اليونيفيل ورغبات الحكومة التي هي أولاً وأخيراً السلطة المخولة، أفضل ما يمكن في ظل الظروف الحاضرة»، مشيراً الى ان الأمور تسير على ما يرام.
في غضون ذلك، (أ ف ب) دعت وزارة الدفاع الفرنسية امس الى إحراز «تقدم» في «مسألة ادارة المجال الجوي» اللبناني، معتبرة ان هذا الملف هو «إحدى أولويات الساعة»، في إشارة الى الخروق الاسرائيلية للأجواء اللبنانية.
وقال المتحدث باسم الوزارة جان فرانسوا بورو «نرى ان بين عوامل الخطر القائمة، هذا الغياب لـ«قواعد اللعبة» في إدارة المجال الجوي بانتظار عودة الوضع الى طبيعته، حيث تتمتع كل دولة سيدة بالسيادة التامة على مجالها الجوي».