طهران ــ محمد شمص
اتّهم وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، الذي يزور طهران حالياً، «أطرافاً داخلية» بتطبيق جدول أعمال دولي وإحباط مفاوضات الوحدة الفلسطينية. وأعلن، لـ«الأخبار»، أنه تلقى وعوداً من طهران لتدريب كوادر أمنية فلسطينية.
وشدد صيام على أن مفاوضات تأليف حكومة الوحدة الوطنية قطعت أشواطاً، مشيراً إلى أن «أطرافاً في حركة فتح وأطرافاً مقربة من الرئيس محمود عباس لا تريد لهذه الحكومة أن ترى النور، وتقوم بوضع العراقيل والعقبات أمام تأليفها». ورأى أن حكومة الوحدة هي «المخرج للشعب الفلسطيني وللحكومة وللرئاسة من الأزمة الحالية».
واتّهم صيام «أطرافاً» بإفشال المبادرة القطرية، مشيراً إلى أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قال «إن أطرافاً لا تريد له أو لمهمته النجاح». ورأى صيام أن «هذه الأطراف داخلية تنفذ جدول أعمال خارجي».
وحول طرح «حماس» القبول بدولة فلسطينية عند حدود عام 1967 في مقابل هدنة مع إسرائيل، قال صيام «هذا الطرح قديم قدّمه الشيخ الشهيد أحمد ياسين، ونحن ندرك أن إسرائيل لا تقبل به، لكن نريد أن نقيم الحجة عليها أمام العالم. إننا نبحث عن حلول، وهذا يعدّ حلاً مرحلياً».
وشدد وزير الداخلية الفلسطيني على أن «عدم الاعتراف بإسرائيل هو محل إجماع الشعب الفلسطيني وليس هناك مجال للاعتراف بدولة الاحتلال، لأنه حتى اللحظة، الاحتلال لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود». وأضاف ان «عدم الاعتراف بالاحتلال من ثوابت حماس، وما نقدمه فقط هو حل مرحلي، والأجيال كفيلة بمواصلة المقاومة».
وعن السجال حول القوة التنفيذية، التي ألّفتها وزارة الداخلية، وقانونيتها، أكد صيام أن «القوة قانونية، أخذت موافقه الرئيس والحكومة الفلسطينية، وهي موجوده ضمن القوى الفلسطينية، وشرعيتها لم تعد محل جدل، ولكن الذين يحاربون القوة التنفيذية أو يحاولون تشويه صورتها، هم الذين يريدون للساحة الفلسطينية أن تظل في حالة الفوضى والفلتان، لأن مصالحهم تعيش وتترعرع في ظل هذه الفوضى والفلتان».
وحول أزمة الرواتب في الأراضي الفلسطينية، شدد وزير الداخلية أن «الحكومة وفّرت على مدار ستة أشهر تقريباً نصف مستحقات الموظفين، والحديث أنه لا توجد رواتب على الإطلاق هو حديث مضلّل. الموظفون حصلوا على جزء من هذه الرواتب». وتابع «حتى اللحظة هناك استحقاقات تقوم بدفعها الدول العربية، ولكن للأسف أصبحت الآن موزعة ما بين الرئاسة والحكومة، وعندما سمحنا بأن تدخل هذه الأموال لرفع الحصار وعبر الرئاسة، بدأت الرئاسة تتصرف بهذه الأموال من دون الرجوع الى الحكومة».
وقال صيام «إن حكومة حماس تعاملت برأفة وسعة صدر مع تظاهرات الموظفين وخروج عناصر من القوى الأمنية بلباس عسكري وإطلاقهم النار في الهواء»، وتابع «هذا العمل في أي دولة هو تمرد يسحق بسرعة، والجنود يحوّلون مباشرة الى المحاكمة العسكرية، لكننا لم نفعل ذلك حرصاً على وحده الصف الداخلي الفلسطيني والدم الفلسطيني».
وعن سبب زيارته إلى طهران، قال صيام «الهدف من هذه الزيارة وضع القيادة الإيرانية في آخر التطورات على الساحه الفلسطينية، وما توصلنا اليه بخصوص حكومة الوحدة الوطنية، وذلك لتوطيد العلاقات الثنائية مع الجمهورية الاسلامية وتعزيزها، وطلبنا مساعدات واحتياجات تخص الحكومة، وتحديداً وزارة الداخلية، وكان هناك تجاوب ووعد بأن يقدّموا كل ما يستطيعون في إطار تدريب الكوادر وإعطاء منح لطلاب الشرطة».