شنّ المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمين” محمد مهدي عاكف أمس حملة على جمال مبارك، ابن الرئيس المصري حسني مبارك، و“مخططات توريث الحكم”.وشدد مرشد الجماعة، التي تحتفل اليوم بالذكرى المئوية لميلاد مؤسسها حسن البنّا، على أن حركته ترفض توريث الحكم الى جمال مبارك. وقال، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في القاهرة، إنه “مشفق” على جمال، مضيفاً “الآن استطاعت القوى السياسية أن تحفز الشعب ضده حتى أصبح أكثر إنسان يتحمّل الكراهية الناجمة عن كل فساد العهد”.
وأضاف عاكف “أنا نصحت منذ فترة طويلة إذا أراد (جمال مبارك) أن يدخل في هذه المعركة ويرث أباه وأن يحبه الناس، أن يترك الحزب الوطني وقصر الرئاسة، وأن يذهب بمفرده لخدمة الشعب ويتعامل مع الشعب، وعندما يترشح يصبح واحداً من الشعب”. وتابع “إنما اليوم وهو يعيش في قصر أبيه، وإذا تحرك يتحرك بموكب أكبر من موكب أبيه ولا يعرف شيئاً عن الشعب وليس له تاريخ يتقدم به الى الشعب، فيخيل إليّ أنه من الصعب جداً أن يقبله” المصريون.
ورأى عاكف أن المؤتمر العام الرابع للحزب الوطني الحاكم، الذي عقد ما بين 19 و21 أيلول الماضي، “كان كله قائماً على تكريس التوريث”.
وفي إشارة إلى ترحيب الولايات المتحدة بإعادة إطلاق البرنامج النووي المصري، قال عاكف “كل هذا الكلام عن الطاقة النووية مجرد تهريج وليس له معنى، ومن الناحية العلمية غير معقول أن إسرائيل وأميركا تريدان مصلحتنا”. وأضاف، بالعامية المصرية، إن “البرنامج النووي ينفذ علشان الحرامية تسرق وبس، ولكن لا قيمة له من الناحية العلمية، فتوليد الطاقة الآن لا يحتاج إلى ذرّة”.
واعترف عاكف بأنه ليس لدى القوى السياسية تصوّر لكيفية مواجهة “الثوريث”. وشدد على أن “التوريث مرفوض من كل الفئات والهيئات حتى اليوم. جميع المؤسسات والأحزاب ترفضه، وهم سينفذونه بطريقتهم، والقوى المعارضة حتى الآن لم تدرس أسلوباً عملياً لمناهضته. لا نملك إلا أن نعلن رفضنا. أما في المستقبل فهذا يحتاج الى تضامن جميع القوى السياسية والمجتمع المدني ويحتاج إلى دراسة ومناقشات”.
ورداً على سؤال عما إذا كان للجيش المصري كلمة في مسألة انتقال السلطة في مصر، قال عاكف “لا بد أن يحترم دور الجيش، لا بد أن يعمل حساب للجيش ورؤية الجيش. نحن لا نتدخل فيها لأننا نود أن يظل الجيش محترماً”.
وعن حملات الاعتقال التي تعرض لها “الإخوان” منذ فوزهم بـ20 في المئة من مقاعد البرلمان، قال عاكف “لا يزال 105 من الإخوان في السجون بلا محاكمة”. ورأى أن الحكومة المصرية تدخّلت “تحت ضغط أميركا والصهاينة لمنع الإخوان من تحقيق انتصار أكبر في الانتخابات التشريعية الأخيرة”. وقال إن جماعة الإخوان “لن تقبل على الحكم إلا إذا كان الشعب هو الذي يحملنا الى الحكومة”. وأضاف “عندما يقتنع الشعب بمنهج الإخوان المسلمين ويحملنا إلى الحكم، في هذا الوقت سنستطيع تنفيذ برنامجنا الإصلاحي بسهولة”. وقال إن حركته “إذا وصلت الى الحكم، فستلغي معاهدة السلام التي وقّعتها مصر مع إسرائيل عام 1979”، مشدداً على أن “مستقبل إسرائيل يكتب الآن في فلسطين ولبنان”، ومعتبراً أنه “ليس هناك سبب لوجود إسرائيل في المنطقة”.
(أ ف ب)