القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
تنهمك الأوساط الإعلامية المصرية بسجال في ما سمي «اختراقاً شيعياً» للصحف، بعد نشر صحيفة «الغد»، التابعة لحزب «الغد»، الذي كان يترأسه المعتقل أيمن نور، ملفاً عن «أسوأ 10 شخصيات في تاريخ الإسلام»، عليه شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، وقدّم بلاغاً إلى مكتب النائب العام عبد المجيد محمود ضد الصحيفة يتهمها فيه بالإساءة إلى الصحابةوهذا هو البلاغ الثاني ضد الملحق، إذ سبق لمجمع البحوث الإسلامية أن تقدّم ببلاغ رأى فيه الملف «إساءة بالغة».
وجاءت البلاغات هذه ردَّ فعل على الحملة التي قادتها أقلام محافظة تحتج على تقديم الصحابة في الصورة غير المعروفة عنهم، التي دخلت على خطها صحف حكومية عُرف عنها هجومها المستمر على الأصولية والتطرف.
وقال محرر الملف في صحيفة «الغد»، أحمد فكري، لـ «الأخبار»: «لم أقصد الإساءة إلى أحد.. أنا نقلت سيرة هؤلاء الصحابة من كتب التراث الإسلامي وتناولت دورهم في تعطيل حركة الديموقراطية في الدول الإسلامية، نظراً للأدوار التي قاموا بها في إحداث الفتنة الكبرى».
وتناول مقال في الملف دور السيدة عائشة في الفتنة الكبرى، وهو ما أتاح لموقع «المصريون»، القريب من الأصولية الإسلامية، اعتبار أن هناك حملة مدفوعة الأجر للترويج للمذهب الشيعي. ورأى عضو الجماعة الإسلامية، كمال حبيب، «أن هذه الحملة المفاجئة ليست بريئة وليست عشوائية، وأنها أشبه بإعلانات مدفوعة الأجر». وتوقّع أن تنشر صحف أخرى موضوعات مشابهة في الفترة المقبلة، لأن «الجهة التي دفعت يبدو أنها دفعت على نطاق واسع».
وقال حبيب: «لسنا معنيين بسجال طائفي مع الشيعة لن يفيد ولا قيمة له، ولكنا لا ينبغي أن نسكت على هذه البذاءات التي ترتكبها أقلام فقدت أبسط مقومات المروءة».
واستغلت بعض مواقع الإنترنت الملف لتشن حملة على «الاختراق الشيعي للصحافة المصرية»، وربطت بين الملف وملف آخر نشرته أسبوعية «الفجر» المستقلة تحت عنوان «قنبلة الشيعة»، ناقشت فيه أبعاد الدور السياسي للشيعة.