طهران ــ الأخبار
على وقع التحضيرات الغربية المتسارعة لإنهاء المسار الدبلوماسي مع إيران واللجوء الى العقوبات، التي قد لا تكفي أميركياً، حذر مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي امس من «إمكان حدوث أخطار وحوادث جسيمة بعد الانتصار الهائل العظيم لحزب الله في لبنان».
وقال خامنئي ان «الأمة الاسلامية تعيش الآن في فترة حساسة ومتميزة، فترة تتوافر فيها امكانات تحقيق تطورات وانتصارات كبرى، وكذلك إمكان حدوث أخطار وحوادث جسيمة بعد الانتصار الهائل العظيم لحزب الله في لبنان وما جرّه على استراتيجية السياسة الاميركية في الشرق الاوسط من زلزال مدمر، فهرع شياطين الاستكبار لمعالجة هزيمتهم وترميم اندحارهم».
وأشار المرشد الايراني الى أن «حرب الثلاثة والثلاثين يوماً كان المنتصر فيها حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني وكل الأمة الاسلامية، والمنهزم فيها اسرائيل وأميركا والمغلوبون على امرهم في المنطقة». لكنه أشار الى ان «المهزومين، كما يبذلون اليوم الجهود للحفاظ على بقاء الجسد المتداعي للنظام الصهيوني، يبذلون جهوداً مضاعفة لإنزال ضربة بحزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان».
وقال خامنئي «ليعلم الجميع أن المقاومة اللبنانية تعيش في قلوب الأمة الإسلامية والشعب اللبناني، اللذين يفخران بحزب الله. ومن المؤكد ان كل محاولة لمواجهة هذه الفئة المؤمنة المضحية، سواء من الصهاينة أو من المأجورين الأذلاء للشيطان الأكبر، ستواجه بردّ فعل العالم الاسلامي والعربي وخاصة الشباب الغيارى للمقاومة».
ورأى المرشد الايراني ان «انتصار حكومة (حركة المقاومة الاسلامية) حماس في فلسطين كان ضربة موجعة للعدو الصهيوني وللسياسة الاميركية، وكان انتصاراً كبيراً للشعوب المسلمة في المنطقة»، مشيراً الى انه «بعدما فشلت محاولات الحصار الاقتصادي وأنواع الضغوط في أن تسقط حكومة حماس الشعبية، فإن العدو عمد الآن إلى إثارة الخلافات الداخلية لتحقيق هدفه».
ورأى المرشد أن «الساحة العراقية شهدت تدوين الدستور وانعقاد المجلس وغيرها من الظواهر المتوالية التي أدت الى قيام حكومة مستقلة موحدة في العراق. وكانت كل منها دليلاً على فشل المخطط الاميركي في قضية العراق وتبدّد ما بذلته من نفقات مالية وإنسانية باهظة». ولفت خامنئي الى أن «ثمة جهوداً لزعزعة الأمن في العراق ودفع البلد تدريجاً الى فتنه طائفية وإظهار الحكومة المنتخبة من جماهير الشعب بمظهر عدم القدرة على إدارة الامور، وهذا هو محور السياسة الاميركية في العراق»، موضحاً أن «تجزئة العراق هي ايضاً من الاخطار التي يمكن ان تفرضها السياسة الاميركية على شعبه».
وشدد المرشد الايراني على ان «الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط وتسليط اسرائيل عليها والقضاء على كل حركة ويقظة إسلامية مستقلة تحررية هي الاهداف التي حملها الشيطان الاكبر بغزوه العراق وبما مارسه بعد الغزو. وهذه الاهداف لم تواجه فشلاً وإحباطاً فحسب، بل إن حوادث فلسطين والمعجزات التي سجلها الفتية المؤمنون اللبنانيون قد زلزلت الكيان الصهيوني وهي أيضاً ضاعفت المعنويات العامة للأمة الاسلامية وثقتها بنفسها وبرسالتها».
وحذر خامنئي من «إخافة السني بالهلال الشيعي وإرعاب الشيعي بالتطرف التكفيري»، كما حذر من «تخويف حكومات (في المنطقة) من الطاقة النووية للجمهورية الاسلامية وإبعاد الجمهورية الاسلامية عن جيرانها». وقال «كل ذلك بسبب استراتيجيات السياسة الاميركية والبريطانية». وأضاف «علينا جميعاً ان نكون على درجة عالية من الوعي وألا ننزلق في أشراكهم».
على صعيد آخر، نظم إيرانيون تظاهرة أعقبت صلاة الجمعة في طهران امس، احتجاجاً على «إساءة وسائل الإعلام للنبي محمد».
وردد المتظاهرون شعارات «الموت للدنمارك» و«الموت لأميركا» و«الموت للاستكبار»، مطالبين المجتمع الاسلامي بـ«رد فعل إزاء هذه المؤامرة»، حسبما أوردت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (إرنا). كما اطلق المتظاهرون شعار «يا أيها المسلمون اتحدوا اتحدوا».