شهدت دمشق خلال الساعات الـ 48 الماضية حركة دبلوماسية نشطة محورها أزمة الشرق الأوسط عموماً، والوضع الداخلي الفلسطيني خصوصاً، فبحث وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس مع الرئيس السوري بشار الأسد أوضاع المنطقة، فيما أجرى رئيس حركة “فتح” فاروق القدومي ووزير الداخلية سعيد صيام اتصالات مع مسؤولين سوريين.وقال موراتينوس، في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته دمشق، إن رد سوريا على تطبيق القرار 1701 ايجابي جداًَ، وهي تريد أن تتعاون بطريقة بنّاءة في تطبيق القرار. وأضاف “إننا نتبادل وجهات النظر وسنتعاون في مختلف المجالات لتمكين الوضع في لبنان من إحراز النجاح”.
وعن انتهاكات إسرائيل اليومية للقرار 1701 وممارساتها تجاه الفلسطينيين والالتزامات الاسبانية خصوصاً والأوروبية عموماً تجاه عملية السلام في المنطقة، قال موراتينوس “أعتقد أنه يجب على كل الأطراف أن تعمل بطريقة ايجابية وبنّاءة من خلال المحادثات والمفاوضات”.
وشدّد موراتينوس على أنه يمثل في زيارته إسبانيا وحكومتها، ولا يمثل الاتحاد الأوروبي “لكنني أتمنى أن تعمل سوريا والاتحاد الأوروبي دائماً معاً”. ورأى أن “سوريا تقترب أكثر فأكثر من الاتحاد الأوروبي”.
وقال موراتينوس “أنا مقتنع تماماً بأن سوريا هي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة، وتريد تحقيق السلام في المنطقة، وأن الطريق الوحيد للنجاح وتحقيق هذا الهدف هو من خلال إجراء محادثات وحوار ومناقشات لإيجاد حلول للمواضيع المعلقة التي لا تزال تؤثر في استقرار المنطقة”.
وشدّد الوزير الإسباني على أنه “لن يكون هناك سلام نهائي في الشرق الأوسط ما لم يكن هناك حل على المسار السوري، ولذلك فنحن بحاجة إلى سلام شامل تشارك فيه جميع الأطراف المعنية”.
وذكرت مصادر فلسطينية لـ“الأخبار” أن موراتينوس تطرق خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، إلى قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وقالت المصادر إن “حماس” جدّدت تمسكها بمبدأ التبادل، وأن يُمنح موراتينوس تفويضاً من الحكومة الإسرائيلية للبحث في قضية الجندي الأسير.
إلى ذلك، جدّد الأسد، خلال لقائه القدومي، دعم بلاده لكل ما يتفق عليه الفلسطينيون، مشدداً على ضرورة تعزيز وحدتهم الوطنية.
وأشارت وكالة الانباء السورية (سانا) إلى أن الأسد “شدد على أهمية استمرار الحوار الفلسطيني الفلسطيني وصولاً إلى ما يحقق للشعب الفلسطيني أمانيه في إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
وذكرت “سانا” أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بحث أمس مع فاروق القدومي “الوضع المتوتر على الساحة الفلسطينية والمترافق مع استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة خصوصاً”.
وبحث وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد أمس مع نظيره الفلسطيني سعيد صيام التعاون بين وزارتيهما، بما في ذلك تدريب كوادر الشرطة.