مقديشو ــ الأخبار
تصدّت ميلشيات «المحاكم الإسلامية» أمس لهجوم شنته قوات موالية لوزير الدفاع الصومالي عدن شير هيرالي على مدينة كيسمايو، التي أخضعتها «المحاكم» في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، فيما أحكمت سيطرتها العسكرية في المناطق المتاخمة للحدود مع أثيوبيا.
وأبلغت مصادر داخل كيسمايو، «الأخبار»، أن سبعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم خلال الاشتباكات العنيفة التي وقعت خارج أطراف المدينة واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ، كما اعتقلت «المحاكم» عدداً من السكان المحليين بتهمة التورط فى تقديم مساعدات لقوات هيرالي، من بينهم زوجته.
وهذه ثاني محاولة من نوعها تنفذها قوات محسوبة على السلطة الصومالية لاستعادة إحدى المدن الخاضعة لسيطرة «المحاكم»، التي تصدت الأسبوع الماضي لهجوم مماثل على مدينة بور هكبة، على الطريق بين العاصمة الصومالية مقديشو ومدينة بيداوة الجنوبية، معقل السلطة الانتقالية.
واستولت «المحاكم الإسلامية»، من دون قتال، على مقاطعة بارافو فى إقليم شابيلا، بعد مفاوضات دامت بضع ساعات مع وجهاء المقاطعة، وذلك فى أحدث تعزيز للدور السياسي والعسكري لـ«لمحاكم» التي باتت تسيطر على نحو 70 في المئة من الأراضي الصومالية.
واستمرت أمس مساعي «المحاكم» لحث الصوماليين على الانضمام إلى حملتها لمواجهة القوات الإثيوبية وشن الجهاد ضدها، حيث شهدت مدينة بيلدوين في إقليم هيران القريب من الحدود مع إثيوبيا، تظاهرات صاخبة ضد وجود القوات الإثيوبية في الصومال.
من ناحية أخرى، أجرى رئيس الحكومة الصومالية محمد علي جيدي تعديلاً مفاجئاً ومحدوداً على حكومته أُعفي بمقتضاه وزير الدولة للشؤون البحرية ووزيرة المرأة والشؤون الأسرية من منصبيهما، كما قبل استقالة وزير الدولة لشؤون الإعلام.
وجاء فى بيان صادر عن مكتب جيدي أن هذه التغييرات تستهدف «تصحيح العمل داخل الحكومة واستبعاد العناصر التي لم تقدم أي جديد منذ تعيينها».
ووصل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، إلى أديس أبابا أمس، في زيارة رسمية يبحث خلالها مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي ودبلوماسيين في الاتحاد الافريقي مسألة نشر وقت حفظ سلام أفريقية في الصومال.
وفي سياق متصل، دعا المبعوث الخاص لمنظمة «إيغاد» إلى الصومال بيثل كيبلاجات إلى ضرورة تشكيل منتدى شامل للحوار بين جميع القبائل والجماعات المسلحة لإحلال السلام والاستقرار فى هذا البلد الذي طالت معاناته.
وحذر كيبلاجات، فى بيان أمس، من أن تطورات الأزمة الصومالية الأخيرة وصلت إلى مرحلة يصعب توقع تأثيرها على الدول المجاورة وبات من الواجب على جميع الأطراف المعنية بالشأن الصومالي، البحث عن حل لها.
وقال المبعوث الخاص إنه يتعيّن على كل من منظمة «إيغاد» والاتحاد الأفريقي والمؤسسات والدول الساعية لحل الأزمة في الصومال توحيد جهودها والعمل بشكل متكامل لضمان أمن المنطقة وتقديم جميع أشكال الدعم اللازم لتحقيق ذلك.
إلى ذلك، دعا الاتحاد الدولي للصحافيين «المحاكم الإسلامية» في الصومال إلى حماية حرية الصحافة في البلاد. وانتقد الاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً له، فرض «المحاكم» قوانين صارمة على الصحافيين الصوماليين.