طهران ــ «الأخبار»
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية والتراجع اللافت في شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش، يتزايد الحديث عن حرب «تحرير» جديدة يقودها «المحافظون الجدد»، بالطبع تحت ذريعة «مكافحة الإرهاب»، برغم غياب إجماع في المؤسسات الدستورية ومواقع صنع القرار وآلياته داخل الولايات المتحدة.
وتظهر إشارات هذه الحرب في تحرك الأسطول البحري الاميركي، وفي مقدمه حاملة الطائرات النووية «ايزنهاور» باتجاه الخليج.
طهران، التي تراقب، بدقة، تصريحات جنرالات الاسطول البحري الأميركي الآتي الى المنطقة، وتنشر بعض تفاصيلها، ترى أن هذه الإجراءات تندرج في اطار حرب نفسية دعائيه ضد إيران وتستهدف إنقاذ بوش والجمهوريين في الانتخابات.
وفي هذا السياق، قال مقرّر لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني كاظم جلالي، وهو أحد المعنيين أيضاً بالملف النووي، إن «ما يثار في بعض وسائل الإعلام عن تحركات عسكرية اميركية وشيكة، وعن إرسال بوارج وسفن حربية باتجاه منطقتنا، يحمل أبعاداً متعددة، إنما يندرج بعضها في سياق الحرب النفسية للإدارة الاميركية، وخاصة الجمهوريين الذين يفتعلون هذه الأجواء قبل كل انتخابات لأسباب منها: أولاً، أن اقتصاد الجمهوريين يعتمد على الصناعات العسكرية. ثانياً، السعي لإيجاد أجواء من التشنج في العالم والإيحاء بالحرب. فالجمهوريون يعتقدون أنهم يمكن أن يكونوا أكثر تأثيراً في الرأي العام الأميركي، وأن يكسبوا الشارع لجانبهم، من خلال الحرب. ثالثاً، إن النتائج النفسية لهذه الإيحاءات، يمكن أن تساعد بوش على الخروج من مأزقه بعد إخفاقاته في أفغانستان والعراق، وأيضاً من مشاكله السياسية الداخلية».
وأوضح جلالي: «لهذا ينبغي للسيد بوش أن يقوم بتحرك دولي يخرجه من هذا المأزق، خلال الشهرين المقبلين (تشرين الثاني وكانون الأول) وهما شهران مصيريان بالنسبة للجمهوريين».
وقال المسؤول الإيراني، إن «الأميركيين أعقل من أن يشنّوا حرباً على إيران، وقد اكتسبوا تجارب مهمّة وملموسة اثناء وجودهم في المنطقة، أثبتت فشل خيارهم العسكري»، مستبعداً أن «تكون الولايات المتحده قادرة على القيام بعمل عسكري ضد ايران في المدى المنظور». ويعتقد المراقبون في ايران، في قراءات للسيناريوهات المطروحة للحرب، وفي اسبابها وشرارة انطلاقها، أنه يكفي أن تعلن الولايات المتحدة عن إصابة إحدى سفنها أو بوارجها الحربية المنتشرة في مياه الخليج، لتتّخذ من الإعلان ذريعة لشنّ الحرب على إيران، على غرار ما حدث قبل عقود في حربها مع إسبانيا، حيث تبيّن لاحقاً، وباعترافات أميركية، أن الأمر كان مجرّد حادث لا اعتداء من الإسبان.
في غضون ذلك (أ ف ب، رويترز)، أشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، امام جمعية المهندسين الإيرانيين مساء اول من امس، إلى أن بلاده لن تتراجع أمام الضغوط الدولية التي تستهدف برامجها النووية، وفق ما نقلت أمس وكالة الانباء «ايسنا».
وقال نجاد، وهو عضو في جمعية المهندسين، إن «الضغوط والتهديدات ضد البرنامج النووي الإيراني لن تؤثر بأي شكل في إرادة ايران، والشعب الإيراني ليس خائفاً من التهديدات وسيتابع السير على طريقه بكل تصميم». وأضاف أن «إصرار بعض البلدان على أن نعلّق مشروع التخصيب، ولو لفترة قصيرة، غير مشروع».
من ناحية أخرى، عبَّر المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون امس، عن أمله في أن تساعد العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية في إقناع إيران بتعليق برنامجها النووي.
وقال بولتون لشبكة (سي أن أن) التلفزيونية: «آمل أن يكون الدرس الذي سيتعلمونه هو أنهم إذا واصلوا السعي لصنع أسلحة نووية فسيواجهون النوع نفسه من العزلة والمجابهة».
وذكر المندوب الأميركي أن إيران تستطيع بدلاً من العزلة أن تنتهز الفرصة وتقبل «عرضاً لا مثيل له»، في إشارة إلى عرض الحوافز الذي قدمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، في مقابل وقف طهران تخصيب اليورانيوم.