توسعت دائرة الجدل حول ظاهرة الحجاب والنقاب من بريطانيا إلى تونس، التي يشن وزراؤها حملة على ما يسمونه “الزي الطائفي”، عقب تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو المنتقدة للنقاب التي أثنى عليها رئيس الحكومة طوني بلير وعدد من الوزراء.وكان وزير الشؤون البرلمانية البريطاني جاك سترو قد واجه أول من أمس عشرات المحتجين الغاضبين من تصريحاته بشأن النقاب وطلبه من النساء المسلمات نزعه لدى مقابلته.
وهتف 60 متظاهراً أمام مكتبه في دائرته الانتخابية في بلاكبرن شمال غرب البلاد «النقاب حرية. الحجاب تحرر. النقاب خيار».
ونقلت صحيفة “صاندي ميرور” عن وزير الشؤون العرقية والجاليات البريطاني فيل وولاس دعمه لطرد المعلمة عايشة عزمي من مدرسة «هيد فيلد» في غرب يوركشاير شمال بريطانيا بسبب رفضها خلع النقاب خلال العمل، قائلاً: “لقد وضعت نفسها في موقع لا تستطيع معه أداء عملها”.
كما اتهم وزير الداخلية في حكومة الظل لحزب المحافظين البريطاني المعارض، ديفيد ديفيز، زعماء الجالية المسلمة بالمخاطرة في فرض «نظام طوعي من الفصل العنصري» في بريطانيا.
ومن جانبه، انتقد أول مسلم يدخل إلى مجلس اللوردات في تاريخ بريطانيا، اللورد العمالي نذير أحمد، الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع المسلمين في المملكة المتحدة، مشدداً في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» على أن «البعض في الجالية المسلمة يهدد أمننا القومي وأن السياسيين والبعض في أجهزة الإعلام يستغلون هذا الجانب لتحويل الجالية المسلمة بأكملها إلى شيطان لأن ذلك صار تقليداً دارجاً هذه الأيام».
وفي تونس، تماهى بعض المسؤولين مع إعلان الرئيس زين العابدين بن علي الذي دعا إلى «تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء» في اللباس، رافضاً «الزي الطائفي الدخيل».
ودعا وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله إلى ضرورة التّصدي لظاهرة الحجاب من خلال توضيح الأبعاد السياسية له والتّفريق ما بين «الادّعاءات والأكاذيب، والحقيقة من خلال استعراض مكانة الإسلام في تونس»، مضيفاً أن الحجاب الإسلامي «شعار سياسي لفئة تتستّر بالدين من أجل بلوغ مآرب سياسية».
كذلك، قال وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخروزي إنّ استبدال اللّباس التونسيّ الدّال على الاحتشام والانتماء الحضاريّ بزيّ دخيل، نَيْل صارخ من الهويّة الوطنيّة .
وفي ألمانيا، قالت النائبة عن حزب الخضر اكين ديليغوتس(التركية الأصل) إن «غطاء الرأس يعد رمزاً لقهر النساء ومن يطالب النساء بارتداء غطاء الرأس فهو يعدهن أداة للجنس يجب تغطيتها».
وناشدت ديليغوتس المسلمات في ألمانيا التعايش مع الحاضر وخلع الحجاب وإظهار أنهن متساويات في الحقوق مع الرجال.
في سياق آخر، أوقفت الخطوط الجوية البريطانية المصرية المسيحية ناديا عويضة (55 عاماً) عن العمل بسبب ارتدائها سلسلة فيها صليب أثناء أدائها عملها.
وقالت عويضة، لصحيفة «ديلي ميل»، إنها قررت رفع دعوى قضائية على الشركة بتهمة التفرقة الدينية بعدما أوقفتها عن العمل من دون راتب لمدة ثلاثة أسابيع. وأوضحت عويضة: «لن أخفي إيماني بالمسيح. إن الخطوط البريطانية تسمح للمسلمات بارتداء الحجاب وللسيخ بارتداء العمامة... المسيحيون فقط يمنعون من التعبير عن إيمانهم».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)