غزة ــ رائد لافيعمان ــ مؤيد أبو صبيح

“الشعبية” تتوسط سعياً إلى حكومة وحدة... و“حماس” تتّهم الدول العربية بالتنسيق لضربها

انسحب الانقسام الداخلي الفلسطيني على حركة “فتح”، التي أطاحت خلافات أركانها اجتماع اللجنة المركزية، الذي كان مقرراً في عمان أمس، في وقت لا تزال فيه مساعي التهدئة مستمرة لتجسير الفجوة بين “فتح” وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي شنّت حملة على دول عربية، لم تسمّها، واتهمتها بـ “التنسيق لضرب” الحركة.
وألغي أمس اجتماع كان مقرراً للجنة المركزية لحركة “فتح” في العاصمة الأردنية على خلفية وقوع خلافات بين أعضائها، وهو ما أدى إلى قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته في عمان والمغادرة إلى رام الله مباشرة من دون أي إيضاحات.
وأبلغت مصادر فلسطينية مطلعة “الأخبار” عن وقوع خلافات بين أعضاء اللجنة حالت دون عقد الاجتماع. وأوضحت أن الخلافات تمحورت حول قضايا تتعلق بالوضع الداخلي التنظيمي لحركة “فتح”، فضلاً عن انتقادات وجهت من بعض أعضاء اللجنة إلى أسلوب التعاطي في المباحثات مع “حماس” بشأن تأليف حكومة وحدة وطنية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الخلافات طاولت كل شيء ووصلت إلى رئاسة الاجتماع بين عباس ورئيس الحركة فاروق القدومي، الذي أصدر بياناً برّر فيه “تأجيل عقد الاجتماع إلى أسباب طارئة تمسّ أمن الوطن”.
إلى ذلك، وبالتوازي مع الوساطات الخارجية المكثفة، بادرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى “وساطة داخلية”، في محاولة لنزع فتيل الأزمة. وكشف القائد في الجبهة، رباح مهنا، عن محاولات تجريها الجبهة حالياً للتوصل إلى اتفاق بين “فتح” و“حماس” لرأب الصدع وفتح الباب من جديد أمام تأليف حكومة وحدة وطنية.
وقال مهنا لـ“الأخبار” إن “الجبهة الشعبية عقدت سلسلة اجتماعات منفصلة مع حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي بغية التوصل إلى قواسم مشتركة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً”.
وأشار مهنا إلى أن الجبهة الشعبية قدمت أفكاراً واقتراحات لكل من “فتح” و“حماس” في اجتماعين منفصلين خلال اليومين الماضيين، رافضاً الكشف عن هذه الأفكار إلى حين استقصاء آراء الأطراف في خصوصها.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، خلال افتتاح جلسة الحكومة الفلسطينية، إن جهود الوساطة المصرية والقطرية مستمرة في سبيل المساهمة في تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى زيارة رئيس المخابرات المصرية الوزير سليمان إلى دمشق التي التقى خلالها قادة الفصائل الفلسطينية.
وأشار هنية إلى أن سليمان تباحث مع القادة في قضايا الحوار الوطني وتأليف حكومة الوحدة الوطنية وقضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. ورأى أن قضية الجندي يمكن أن تجد لها حلاً “موضوعياً” على قاعدة إنسانية وسياسية إذا تجاوبت الحكومة الإسرائيلية مع المطالب المصرية والفلسطينية المتوافقة بشأن هذه القضية.
وعن حكومة الوحدة، قال هنية “نحن متمسكون بخيار حكومة الوحدة الوطنية، والحكومة حريصة على رعاية أية مصالحة وطنية، وأن تكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً في سبيل حماية المشروع الوطني الفلسطيني”. وأضاف “أتوجه بالنداء إلى الدول العربية الشقيقة إلى تحمّل مسؤولياتها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة”.
وشنّ رئيس ديوان هنية، محمد المدهون، هجوماً شديد اللهجة على الأنظمة العربية. وقال، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني التابع لرئاسة الوزراء، إن “العرب سكارى الى حد الثمالة بمشهد الأساطيل الاميركية التي تجوب البحار، وعاجزون عن استرداد الوعي ولو للحظات”.
وتابع “ليس من المستبعد وجود تنسيق لضرب حماس للتخلص من ظاهرة التمرد التي تمثلها على الدول العربية العاجزة”، مشيراً إلى أن “الأنظمة العربية عاجزة عن الدفاع عن قضايا شعوبها، وهذه حقيقة غدت للأسف مزمنة”.
وفي سياق تأزّم الوضع الداخلي، اتّهم المتحدث باسم “فتح”، ماهر مقداد، عناصر من “حماس” والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية بمحاصرة منزله وسط إطلاق نار كثيف، في حي الشيخ رضوان، لمدة تزيد على ست ساعات.
وطالب المقداد الحكومة وحركة “حماس” “بإعادة قراءة نفسها من جديد، وأن ترى إلى أي مدى أصبح لديها انحراف كبير في السلوك اليومي مع الفصائل ومع المجتمع، وأن تبتعد عن مشروع التخويف والرعب الذي قد يهدد المجتمع بالتفكك واختلاط الأوراق”.
في المقابل، نفى المتحدث باسم القوة التنفيذية، اسلام شهوان، أن يكون أي من عناصر القوة قد شارك في الحادث المذكور.
إلى ذلك، استشهد محمد إسماعيل البريم (21 عاماً)، وأصيب زميله وليد سمور (22 عاماً) بجروح خطرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانا يعدّانها في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع.