واشنطن ــ محمد دلبح
تعتزم «المجموعة الدراسية حول العراق»، التي شكلها الكونغرس بدعم من البيت الأبيض، التقدم باقتراح مطلع العام المقبل لإجراء تغييرات كبيرة على استراتيجية الولايات المتحدة في العراق.
ونقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن أعضاء في المجموعة، لم تكشف هوياتهم، أنه يجري حالياً التفكير في خيارين سيمثلان تراجعاً في السياسة الأميركية المتبعة في العراق، وهما سحب القوات الأميركية على مراحل أو إشراك إيران وسوريا في جهود مشتركة لوقف الاقتتال في هذا البلد.
وذكرت الصحيفة أن المجموعة اتفقت على وجوب اجراء تلك التغييرات. ونقلت عن احد اعضاء المجموعة قوله «لن يقضي الاقتراح بمواصلة المسار نفسه. الخلاصة هي ان السياسة الأميركية الحالية غير ناجحة. ويجب ان تكون هناك طريقة اخرى».
وإذا أوصت اللجنة بتغيير نهج الرئيس جورج بوش في العراق، فان ذلك سيعزز موقف منتقدي السياسة الحالية وموقف المسؤولين الأميركيين الذين يدعون إلى إجراء تغييرات واسعة.
وذكرت مصادر مطلعة أن المجموعة ركزت في اجتماعاتها المغلقة على خيارين وضعهما خبراء المجموعة: الأول بعنوان «الاستقرار أولاً»، وهو يدعو إلى مواصلة محاولات فرض الاستقرار في بغداد وتعزيز الجهود الخاصة بإشراك فصائل المقاومة العراقية في العملية السياسية، وإشراك سوريا وإيران في خطط إنهاء الاقتتال.
أما الخيار الثاني فهو بعنوان «إعادة الانتشار والاحتواء»، ويدعو إلى سحب القوات الأميركية تدريجاً وعلى مراحل من العراق إلى قواعد خارج العراق (الكويت) حيث يمكنها في حال الضرورة شن هجمات ضد رجال المقاومة في المنطقة.
غير أن خبراء المجموعة يعدّون في الوقت نفسه خياراً ثالثاً بديلاً لم يتبلور بعد بشكل نهائي بعنوان «مواصلة المسار وإعادة تحديد المهمة»، يدعو إلى انسحاب سريع. إلا أن مثل هذا الخيار لا يلقى قبولاً من كامل أعضاء المجموعة التي من المقرر أن تجتمع في منتصف شهر تشرين الثاني المقبل بعد الانتخابات النصفية للكونغرس لوضع الصيغة النهائية لتقريرها وتوصياتها.
وكان الكونغرس الأميركي قد شكل «المجموعة الدراسية حول العراق» في شهر آذار الماضي من عشرة أشخاص (خمسة ديموقراطيين وخمسة جمهوريين) لتقديم تقويم «واقعي وصادق» للوضع في العراق للمساعدة في تحديد السياسة الأميركية في هذا البلد.
وتستعين اللجنة في عملها بطاقم يتكون من نحو ستين خبيراً في شؤون العراق والمنطقة. ويترأسها كل من وزير الخارجية الأميركي الجمهوري الأسبق جيمس بيكر والرئيس الديموقراطي الأسبق للجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي لي هاملتون.
ودعا اثنان من أبرز الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، هما تشاك هاغل وجون وارنر، إلى وضع استراتيجية جديدة في العراق، قائلين إن «الوضع في العراق يزداد سوءاً ويترك للولايات المتحدة بضعة خيارات».
وقال هاغل، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أول من أمس، «إن الشعب الأميركي لن يواصل تأييد سياسة تضع الجنود الأميركيين وسط حرب أهلية».
وحثّ وارنر، الذي يتولى رئاسة لجنة القوات المسلحة في المجلس، على النظر في تغيير المسار الذي تنتهجه الولايات المتحدة في العراق إذا فشلت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في إعادة فرض النظام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال إنه لا يزال ملتزماً بهذا التقييم الذي عاد به من زيارته الأخيرة للعراق في وقت سابق من الشهر الجاري.