يتجه وزراء خارجية خمس وعشرين دولة أوروبية، من المقرر أن يجتمعوا في لوكسمبورغ اليوم، لإطـــــلاق رصــــاصة الرحـــــمة على الحوار والتسويــــات الدبلــــوماسية مع طهران، معلنين دعمهم لخيار ترحيل الملف النــــووي الايـــرانـــي الــــى مجــــلس الأمــــن الدولي.وبحسب وثيقة تمهيدية صاغها سفراء دول الاتحاد الاوروبي الـ25، فإن وزراء الخارجية الاوروبيين سيعبّرون اليوم عن «قلقهم العميق لأن ايران لم تعلّق بعد انشطة التخصيب»، كما يطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتشير الوثيقة الى أن مواصلة التخصيب «لا تترك للاتحاد الاوروبي خياراً آخر سوى دعم مشاورات» بشأن احتمال اتخاذ تدابير لمعاقبة طهران.
غير أن الاتحاد الاوروبي يشدّد مجدداً، بحسب الوثيقة، على «أن باب المفاوضات يبقى رغم كل شيء مفتوحاً»، ويؤكد «التزامه تأييد حل تفاوضي»، ويدعو أيضاً إيران «الى اتباع الطريق الإيجابية المعروضة عليها».
وستكون ايران احد المواضيع التي سيبحثها الوزراء اثناء مأدبة غداء تجمعهم اليوم، بعد العرض الذي سيقدمه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
وفي هذا الصدد، رأت مصادر ايرانية مطلعة أن اوروبا استسلمت للولايات المتحدة، وهو ما يعني رجحان خيار الإدارة الاميركية القاضي باستخدام مجلس الأمن الدولي والعقوبات الاقتصادية والتجارية سلاحاً لوقف انشطه ايران النووية. وإذا ما فشل هذا الخيار، فقد يصار إلى اللجوء للخيار العسكري الذي تستعدّ له أساطيل البحرية الأميركية المتجهة نحو الخليج.
لكن يبدو أن التصاق الموقف الاوروبي بالموقف الاميركي في مقاربة الملف النووي الايراني، والذي كان متوقعاً، لم يبدل من مواقف الايرانيين؛ فقد جدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رفض بلاده وقف تخصيب اليورانيوم، ولو لفتره قصيرة، معتبراً أن هذا الطلب الاوروبي هو «غير قانوني لكونه يخرج عن إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، وبالتالي يتجاوز حدود القوانين الدولية ويسلب حق الاعضاء المنضوين تحت المعاهدة»، وإيران واحدة منهم.
وقال نجاد إن «الشعب الايراني سيستمر في نشاطاته النوويه السلمية برغم الضغوط المتزايدة، ولن يتراجع عنها قيد أنملة، وهو متمسك بكل الاتفاقات المتعلقة بالحد من انتشار الاسلحة النووية والمعاهدات الدولية»، مؤكداً أن «التهديدات لن تثني هذا الشعب عن السير للتوصل الى التقنيات النووية السلمية»، ومشيراً الى أن «ايران كانت ولا تزال تؤمن بمبدأ الحوار، وأثبتت خلال السنوات الماضية أنها تدافع عن حقها ومبادئها المشروعة».
وتزامن هذا الموقف الحازم مع ردّ صدر عن أعلى مستويات القيادة العسكرية الايرانية على ما يثار عن نيه الإدارة الاميركية القيام بعمل عسكري وشيك ضد الجمهورية الاسلامية؛ فقد أعلن قائد الحرس الثوري اللواء يحيى رحيم صفوي، أن «القوات الايرانية لن تسمح للأعداء بمجرد التفكير في العدوان، وهي في أعلى مستوى من الاستعداد والجهوزية للقتال والمواجهة».
وقال اللواء صفوي إن «القوات المسلحة الايرانية بلغت ذروة قدرتها اليوم بفضل تكاتف قوات الحرس والتعبئة»، مضيفاً «إذا أرادت أميركا والصهاينة أن يجربوا حظهم مرة أخرى، فإنهم سيمنون بهزيمة اكبر من التي لحقت بهم في العراق، لأننا قد أثبتنا قدرتنا خلال الـ 27 عاماً الماضية».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية البرتغالي لويس امادو أمس، الــى إنـــزال عـــقوبات بإيران.
وقال «بما أن شروط مواصلة المناقشات لم تتوفر، علينا أن ننظر الى طريقة صارمة وحازمة لتطبيق قرار دولي، وهذا يعني الانتقال إلى مرحلة العقوبات».

(الأخبار، أ ف ب، أ ب)