بوش يجتهد حول تداعيات تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، ويعلن رفضه هذا الأمر، الذي يبدو أنه يعده جزءاً من عهد امتد إلى التحكم بالشكل المستقبلي للعراق. لكن، بوش أعلن المجيء إلى العراق من أجل إنقاذه، فدمَّره، وبالتالي هو يفعل عكس ما يعلن. وها هو الآن يعلن رفض التقسيم!أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس رفضه تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، لأن ذلك سيسبب «فوضى» أكبر من التي يشهدها العراق حالياً.
وقال بوش، في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «فوكس نيوز» مساء أول من أمس، إن «تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي لن يخلق فقط وضعاً من شأنه أن يجعل السنة والدول السنية والمتطرفين السنة يتناحرون مع الأصوليين، بل إن الأكراد سيخلقون مشاكل مع تركيا وسوريا». وأضاف: «وستجدون أنفسكم في فوضى أكبر من التي نشهدها في الوقت الراهن والتي سنتوصل إلى حلها حسب ما أعتقد».
ورأى الرئيس الأميركي أن «العنف في العراق لا يمكن اختصاره بتمرد تغذيه إيران جارة العراق». وأضاف أن «العدو معقد أكثر من هذا الأمر». وأوضح: «نحن قلقون من تدخل إيراني، وخصوصاً تسليم بعض أنواع الأسلحة. ولكن العنف هو نتيجة انتماء طائفي ونشاط إجرامي و(تنظيم) القاعدة. ونحن نعالج المشاكل الثلاث». وأضاف: «إذا وجدنا أن هناك ضلوعاً إيرانياً أكبر فسنعدل تكتيكنا لمواجهة التهديد».
في هذا الوقت، رأى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس أن القوات البريطانية يجب ألا تبقى في العراق «أكثر من المدة اللازمة»، إلا أنه أكد أن عليها إكمال مهمتها.
وأقرّ وزير الداخلية البريطاني جون ريد، للمرة الأولى، أن الحرب في أفغانستان والعراق أدت دوراً في نشر أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين في المملكة المتحدة.
ميدانياً، عمت أعمال العنف العراق أمس، حيث قتل 20وأصيب العشرات في بغداد والبصرة وبعقوبة، وفي سامراء والموصل وكركوك والحلة، فيما تعرضت القاعدة الأميركية في ناحية الصقلاوية في الفلوجة ألى هجوم بقذائف «هاون»، وسمع دوي انفجارات قوية داخل القاعدة. واعتقلت القوات الأميركية أحد مسؤولي «التيار الصدري» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وقال مسؤول الإعلام في «مكتب الشهيد الصدر» حمد الله الركابي، لوكالة «فرانس برس»، إن «قوة أميركية اعتقلت مدير مكتب ناحية الكرخ (الجانب الغربي لبغداد) مازن الساعدي وخمسة من أعضاء المكتب» ليل الاثنين ــ الثلاثاء. وأضاف أن «مكتب الصدر بصدد الدعوة إلى تظاهرة كبيرة تنطلق اليوم بمشاركة المدارس وبعض دوائر الحكومة».
إلى ذلك، استأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب «إبادة جماعية» في حق الأكراد خلال «حملة الأنفال» في عام 1988، بالاستماع إلى عدد من شهود الإثبات.
ووافق القاضي على طلب تقدم به أحد محامي الدفاع يسمح بعودة محاميه إلى المحكمة خلال الجلسة، التي حث فيها صدام العراقيين مجدداً على تجنب نشوب حرب طائفية. ورفعت الجلسة على أن تستأنف اليوم.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)