أوروبا تدعم “عقوبات محدودة” على إيران ولا تغلق باب المفاوضاتخلص وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، خلال اجتماع في لوكسمبورغ أمس، إلى تأييد فرض عقوبات على إيران، من دون إغلاق باب المفاوضات معها. وجدد الوزراء الترحيب بنشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب، واعلنوا أخذ علم “بقرب اكتمال الانسحاب الإسرائيلي”، مشيرين إلى إيفاد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا إلى الشرق الأوسط لمحاولة “إحياء عملية السلام”.
وأعلن وزراء الخارجية، في بيان، أن الاتحاد الأوروبي “مضطر لمساندة فرض عقوبات محدودة على البرنامج النووي لإيران”. وأضافوا “ان باب المفاوضات لا يزال مفتوحاً”. وحثوا طهران على اتخاذ المسار الايجابي من عرض يتضمن حزمة من الحوافز التجارية والتكنولوجية والسياسية اذا توقفت عن انشطة حساسة قد تفضي الى امتلاكها قنبلة ذرية.
وقال ديبلوماسيون إن وزراء الخارجية دعوا الى اتخاذ اجراءات تدريجية تستهدف في البداية أشخاصاً ومواد ذات صلة بأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي للصحافيين إن “رفض الايرانيين لا يترك لنا خياراً اليوم سوى التحرك في مسار مجلس الأمن. مجلس الأمن يجب أن يتبنى إجراءات تدريجية متناسبة مع الاعمال الايرانية”.
ووصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير هذا التحرك بأنه «الخطوة الاولى في العقوبات»، لكنه أكد ان عرض الاتحاد الاوروبي بالتعاون لا يزال قائما اذا كانت ايران مستعدة لتلبية الشروط.
وفي نيويورك، قال المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة جان مارك دي لا سابليير، لوكالة “رويترز”، إن القوى الاوروبية الثلاث: فرنسا وبريطانيا والمانيا تخطط للمضي قدماً لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن “خلال الاسبوع الجاري. اننا نهدف الى الاربعاء أو الخميس”.
وقالت مفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية بنيتا فيريرو فالدنر للصحافيين: “أهم شيء أن يكون رد فعلنا موحداً كما فعلنا مع كوريا الشمالية. يجب أن ترى إيران أن المجتمع الدولي مصمم تماماً على البقاء متحداً”.
وقال سولانا إنه تحدث هاتفياً مع مسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني أول من أمس، وأضاف: «أعتقد انه يوجد دائماً أمل وأتمنى ان يكون ممكناً ان نبدأ من جديد لكن الامر متروك لايران لقبول الشروط لبدء مفاوضات حقيقية”.
وقال ديبلوماسيون إن الدول الست الكبرى، التي قدمت لإيران الحوافز وعرضها عليها سولانا، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، ستجري مشاورات في الأمم المتحدة اليوم الاربعاء حول قرار العقوبات.
من جهة ثانية، رحب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بنشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب، وأعلن أنه “أخذ علماً بقرب الانسحاب الإسرائيلي الكامل” من الجنوب.
وصادق وزراء الخارجية على خطة لإرسال سولانا إلى الشرق الأوسط لمحاولة إحياء عملية السلام. وقال مسؤولون إن سولانا سيزور لبنان ومصر والأردن وإسرائيل، ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشدد وزراء خارجية الاتحاد على “الحاجة إلى تحقيق تسوية للصراع العربي الإسرائيلي بناء على قرارات الامم المتحدة وخريطة الطريق، للوصول إلى إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية”.
وحث وزراء الاتحاد الأوروبي السياسيين الفلسطينيين المتنازعين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأشاروا إلى أن هذا الإجراء “سيجعل المجتمع الدولي ينهي مقاطعته الحالية للحكومة الفلسطينية”، بقيادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وأعرب بيان وزراء الخارجية مجدداً عن تأييدهم للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح أن “تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية توافق على حق إسرائيل في الوجود وتشجب العنف سيسمح بتعامل مبكر مع السلطة الفلسطينية”.
ورأى البيان أن “مثل هذه الحكومة ستكون أيضا عاملاً أساسياً للسماح للاتحاد الاوروبي بالسعي إلى تحقيق أهدافه لتعزيز صلاحيات المؤسسات الفلسطينية”.
وقالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي: “إننا مستعدون لتطبيع العلاقات مع الفلسطينيين بمجرد أن نجد حكومة يمكننا التعامل معها”.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)