غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان

مشعل إلى القاهرة بعد عيد الفطر للرد على مبادرة عمر سليمان


تراجعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس عن الموافقة المبدئية التي كانت قد أبدتها على طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لحكومة “الكفاءات”، محذرة من اللجوء إلى الاستفتاء الذي اعتبرته “محاولة انقلاب”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد إن تأليف حكومة كفاءات لا تشمل حركتي «حماس» و«فتح» «ليس مطروحاً»، مشدداً على أن موقف حماس «الرسمي حتى الآن هو تأليف حكومة وحدة وطنية».
وأضاف حمد ان «المشكلة ليست في تأليف حكومة كفاءات، المهم ما هو مضمون هذه الحكومة». لكنه كشف أن هناك اقتراحا مصريا وقطريا بأن تكون الحكومة الفلسطينية مؤلفة من كفاءات ولا تشارك فيها «حماس»، مشيراً إلى أن «هذا الموضوع لا يزال قيد الدرس».
ووصف المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم لـ“الأخبار”، الرئيس الفلسطيني كمن يدور في حلقة مفرغة، متهماً الولايات المتحدة بأنها وضعت عباس في زاوية حرجة لإفشال الحوار الفلسطيني الداخلي ومنع تأليف حكومة وحدة وطنية. واعتبر ان عباس “لم يأت بجديد في حديثه عن حكومة الكفاءات”.
وفي ما بدا أنه تحذير مبطن من قبل “حماس”، قال برهوم إن “على عباس عدم اتخاذ أي خطوات غير مدروسة ومتفق عليها وطنياً”.
وفي موقف “حمساوي” أكثر وضوحا، اعتبر وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، خلال مؤتمر صحافي في القاهرة، أن الاستفتاء الذي قد يلجأ إليه عباس “محاولة انقلاب”.
وقال “نحن نرفض أن نجعل من الاستفتاء الفزاعة التي نلجأ إليها في هذه المحطات.. الأخ الرئيس محمود عباس لديه صلاحيات.. نعم، ويمكن أن يمارس هذه الصلاحيات في حدود القانون”. وأضاف “ولكن الموقف هنا ليس حول الصلاحيات.. الاستفتاء في حد ذاته يعد انقلابا على الشرعية التي حظيت بها هذه الحكومة”.
ورفض صيام التصريح بكيفية رد “حماس” على الاستفتاء المحتمل، ولكنه قال إن على عباس أن “يدرس بدقة” عواقب أي قرار يتخذه.
وقال صيام إنه على دراية بأن شحنات من الأسلحة تدخل قطاع غزة متوجهة إلى حرس الرئاسة الخاص بعباس. وأضاف «لا نعلم ماهية وجهة هذا السلاح ومصدره».
ونفى صيام أي وجود لعناصر من تنظيم القاعدة في الاراضي الفلسطينية أو داخل حركة “حماس”، مشيرا إلى أن أي فرد يستطيع بث أي بيان من أي مكان في العالم بواسطة التكنولوجيا الحديثة ويدّعي فيه ما يشاء.
ورحّب صيام بالجهود العربية التي تصب في مصلحة الشأن الفلسطيني. وقال “نحن لم نُفشل المبادرة القطرية الأخيرة من اجل تمهيد الطريق أمام حكومة وحدة وطنية، أو أي وساطة أخرى، ولكن للأسف هناك جهات فلسطينية هي جزء من المؤامرة أو جزء من الضغط على الحكومة الفلسطينية”.
إلى ذلك، قال مسؤولون مصريون وفلسطينيون أمس إن رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” خالد مشعل سيقوم عقب عيد الفطر المبارك بزيارة للعاصمة المصرية القاهرة لإعطاء المسؤولين المصريين الرد على الرسالة التي نقلها إليه رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان قبل ثلاثة أيام في العاصمة السورية دمشق.
وكشف مصدر مصري، لـ “الأخبار”، أن مشعل الذي ستحاط زيارته بالسرية التامة، سيقدم على هذه الخطوة عقب الانتهاء من التشاور مع قيادات “حماس” في الداخل والخارج في فحوى المبادرة المصرية، مشيرا إلى أن زيارة مشعل تندرج في إطار مساعٍ مصرية أشمل لاستئناف جولات الحوار الوطني الفلسطيني بهدف إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل.
وأعلن المصدر الذي طلب عدم تعريفه، أن اجتماعا يجري الترتيب لعقده عقب إجازة عيد الفطر بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والحكومة السورية للتوصل إلى حل في شأن كيفية حل الخلافات العالقة بين الفرقاء الفلسطينيين وإمكانية تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
من جهة أخرى، بعث رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية برسائل إلى عدد من القادة والزعماء العرب، يحثهم فيها على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والمساهمة في رفع الحصار عنه.
وأرسلت تلك الرسائل إلى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرؤساء الليبي معمر القذافي واليمني علي عبد الله صالح والجزائري عبد العزيز بوتفليقة.