غزة ــ رائد لافي
“قوة تنفيذية” في الضفة الغربية تنذر ببؤرة جديدة للتوتر بين “حماس” و“فتح”

جدّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس رفض العرض الذي قدّمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن حكومة الكفاءات، في وقت برزت فيه بؤرة جديدة للتوتر بين “حماس” و“فتح” تمثلت في قرار وزارة الداخلية الفلسطينية استحداث قوة تنفيذية في الضفة الغربية، على غرار القوة المنشرة في قطاع غزة، الذي كان عرضة لاعتداءات إسرائيلية جديدة تركزت عند معبر رفح بذريعة تدمير الأنفاق المستخدمة لتهريب الأسلحة.
وشدّد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنيّة أمس على موقف حكومته وحركة حماس القاضي برفض الاعتراف بإسرائيل. وقال “لن أوقّع على أي ورقة أو تفاهم تتضمن اعترافاً بإسرائيل”.
ووصف هنيّة، في كلمة له أمام حشود من المصلين إحياءً لليلة القدر في مسجد أبوخضرة ليل الأربعاء ـــ الخميس، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأنه “تكالب عالمي”. وقال إن “العالم يريد منا ثلاث كلمات هي الاعتراف بإسرائيل، ورفع الغطاء عن المقاومة، ووضع أوراقنا كلها في مسار واحد هو مسار التسوية”.
وقال هنيّة “لن نعترف بإسرائيل لأننا إن فعلنا ذلك سقطنا ودمرنا مستقبل القضية، ولن ننبذ المقاومة بل سنحميها”. واستعرض موقف حماس والحكومة من جهود تأليف حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، متهماً الولايات المتحدة ضمناً بإفشال جهود تأليف هذه الحكومة. وتساءل “هل من العيب أن نقول للولايات المتحدة لا أو نعيد الاعتبار لمواقفنا السياسية أونثبت ونتمسك بإرث الأجيال السابقة وحقوق الشعب الفلسطيني؟”.
وهاجم وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، من جهته، بعنف محمود عباس، متهماً عدداً من مستشاريه بإفشال المبادرة القطرية ومتهماً جهاز الأمن الوقائي بقيادة إحدى مراحل محاولات إسقاط الحكومة.
وانتقد الزهار بشدة قول عباس إن “رغيف الخبز أهم من الديموقراطية”. وقال “نعم نريد أن نأكل لكن بالحلال وبكرامة وليس بالحرام”. وسخر من قول عباس أن لا مشكلة له مع إسرائيل، لكن “المشكلة مع أناس آخرين لا يعترفون بإسرائيل”. ونسب الزهار إلى وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قوله إن “حماس لا تتحمل مسؤولية فشل المبادرة القطرية”.
واتهم الزهار “فتح” بأنها “قررت مع أميركا عدم الدخول في حكومة وحدة وطنية، وراهنت على سقوط الحكومة خلال شهر أو شهرين تحت ضغط أزمة الرواتب”.
ودافع الزهار بقوة عن القوة التنفيذية، ووصفها بأنها “أشرف ظاهرة بعد المقاومين والمجاهدين”. واتهم الأجهزة الأمنية، التي تسيطر عليها حركة “فتح”، بأنها “تريد الفوضى في البلد”.
في هذا السياق، أعلن أمين سر مرجعية حركة فتح في الضفة الغربية حسين الشيخ رفض حركته المطلق لقرار تأليف قوة تنفيذية في الضفة الغربية. وقال، لإذاعة “صوت فلسطين”، “إن حركة فتح لا يمكن أن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بتأليف أي جسم غير شرعي وغير قانوني في الضفة الغربية من شأنه تهديد السلم المدني ومستقبل العلاقات بين أطراف العمل الوطني”.
وكانت الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس قررت توظيف 1500 عنصر يؤلّفونن نواة لقوة تنفيذية على غرار تلك التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة.
وعقّب الشيخ على القرار بالقول “هذا قرار مستهجن وهو محاولة لتوتير وتعكير الأجواء ونقل تجربة دموية ذات تاريخ أسود في قطاع غزة إلى الضفة الغربية”. وتابع “حافظنا ولا نزال وسنحافظ على الطابع الخاص للعلاقة بين أطراف الحركة الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية بحكم أن الضفة لا تزال تحت الاحتلال ولا يعقل تقويض هذه العلاقة والمغامرة بمستقبل هذه العلاقة”.
إلى ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي أمس عملية توغل في جنوب قطاع غزة لتدمير أنفاق. وأعلن متحدث باسم الجيش أنه تم اكتشاف تسعة أنفاق خلال عملية توغل بدأت مساء الثلاثاء، وقالت وسائل الإعلام إنها أكبر عملية في العمق الفلسطيني منذ انسحاب اسرائيل من القطاع في أيلول 2005.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إن “العملية الجارية تهدف الى منع المنظمات مثل حماس والجهاد الإسلامي من التسلح بهدف السيطرة على قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل”.