بغداد ــ نصير النهر
لم يحمل شهر رمضان للمواطنين العراقيين أنباء سارة عن الوضع الامني، اذ شهد تراجعاً كبيراً تمثل في كثرة التفجيرات التي طاولت المدنيين، من سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وقذائف هاون، بالاضافة الى عمليات الاختطاف والاغتيالات والجثث المجهولة وحوادث التهجير، وغيرها من علامات التدهور الامني والاحتقان.
ورغم التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين الحكوميين بأن يكون شهر رمضان وأيامه آمنة، فقد تحول الى بركان دموعزا عدد من العراقيين أسباب التدهور الأمني في رمضان الى ضعف الأجهزة الامنية وعدم قدرتها على السيطرة على تحركات المسلحين، بالاضافة الى السياسيين وتصريحاتهم التي زادت من نسبة الاحتقان والتدهور الامني. ومع ذلك، اعربوا عن املهم في أن تشهد ايام عيد الفطر، وما يليها، تحسناً في الوضع الأمني.
وقال كاظم عبد الله «كنا نتمنى أن يمر علينا شهر رمضان وهو خال من حوادث القتل والتفجير والتهجير، إلا أن ما حدث هو ازدياد هذه الحالات». وأضاف أن «الجميع يدرك أن وراء التدهور الامني جهات خارجية، بالاضافة الى أن الاجهزة الامنية ليست بالقوة التي تمكّنها من السيطرة على المناطق». وأشار الى أن «المواطن يأمل أن تشهد ايام العيد وما يليها تحسناً أمنياً».
غير أن سمير ناطق كان اقل تفاؤلاً، وقال «لا نتوقع أن يكون هناك تحسن أمني في الايام المقبلة، إذ إن الأوضاع الامنية تسير من سيئ إلى أسوأ، وهذا يبدو جلياً للمواطن الذي اصبح لا يستطيع التجول في منطقته، بالإضافة الى دخوله مكرهاً الى منزله قبل حلول الليل». وأضاف: «على الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها، وأن تعترف بأن الوضع الامني متردّ جدّاً، وأن مشاريعها باءت بالفشل، وعليها الاسراع في وضع خطط امنية جديدة تستند الى واقع الشارع العراقي».
أما سوسن زهير (طالبة جامعية)، فقد رأت أن «سبب تدهور الوضع الامني وتفاقمه يتحمل مسؤوليته السياسيون في البرلمان، لكونهم يطلقون تصريحات نارية تؤجّج الشارع وتزيد من الاحتقان»، مشيرة إلى أن «هؤلاء لا يبالون بما يتعرض له المواطن، وهم حريصون على تنفيذ أجندتهم حتى لو أدى الوضع الى احتراق العراق بكامله نتيجة هذه السياسات والأجندات».
وأضافت زهير: «على الجميع أن يخضع للقانون الذي لا جهة تعلو عليه، وعلى الحكومة أن تصارح المواطن، هل هي قادرة على حفظ الأمن ام أنها تماطل من اجل كسب الوقت والبقاء اطول مدة في كرسي الحكم».
وقال محمد سلمان إن «المواطن كان توّاقاً لأن يقضي أيام رمضان في أمان، وأن تعود الممارسات والتقاليد الشعبية من لعبة المحيبس والالتقاء في المقاهي والتزاور بين العائلات، الا أن ما حدث من تدهور امني جعل المواطن يقبع في منزله حفاظاً على نفسه وعائلته». وأضاف أن «الحكومة لم تستطع لغاية الآن تطوير الأجهزة الأمنية والسيطرة على الميليشيات وحصر السلاح بيدها، كما أنها لم تضع حدّاً لتجاوز القوات المتعددة الجنسيات على صلاحياتها، ولم تحدد العلاقة معها».
وتابع سلمان «نطلب من الحكومة أن تقرّب وجهات النظر بين الاطراف السياسية، ومن الكتل السياسية أن تتفق فيما بينها من اجل عزل الغرباء وطردهم من البلد». وختم «نتمنى أن تكون ايام عيد الفطر المبارك غير حزينة كما كانت ايام شهر رمضان، وأن يعود الأمن للعراقيين».
وأبدت وزارة الداخلية تفاؤلاً إزاء الوضع، إذ أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف، أن الاسابيع المقبلة ستشهد تحسناً في الوضع الأمني. وأوضح «هناك هبوطاً ملحوظاً في عدد العمليات التفجيرية في العاصمة بغداد، الا أن عمليات الاغتيالات والخطف في بعض المناطق ما زالت مستمرة وستنحسر قريباً». وأضاف أن «القوات العراقية تنفّذ عملياتها الآن في المناطق المحيطة ببغداد، الأمر الذي أدى الى انحسار العمليات التفجيرية».