نفى البيت الأبيض أمس أن تكون واشنطن تحاول «تركيع» بيونغ يانغ أو أنها على أبواب حرب معها، مشدداً على أهمية الجهود الدبلوماسية المتواصلة لإعادة كوريا الشمالية الى طاولة المفاوضات السداسية، رغم تأكيد الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده ستستخدم جميع الوسائل مع المسؤولين في الدولة الشيوعية “ليدفعوا الثمن”.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن ما تقوم به الولايات المتحدة «يناقض تماماً محاولة إذلال (الكوريين الشماليين) أو تركيعهم».
وسئل سنو عمّا إذا كانت تحذيرات بوش تعني حرباً وشيكة فأجاب بحزم «كلا»، وذلك في رد على ما أعلنته كوريا الشمالية باعتبارها أن القرار الدولي الذي يفرض حظراً على الأسلحة والمعدات ذات الاستخدام النووي بمثابة «إعلان حرب».
وكان الرئيس الأميركي قد حذر كوريا الشمالية أول من أمس من أنها “ستحاسَب” إذا باعت أسلحة نووية إلى أطراف أخرى بعدما أجرت تجربتها النووية الأولى في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفاً أنها ستواجه “عواقب وخيمة” إذا أقدمت على هذا العمل. وبالنسبة للزعماء الكوريين الشماليين، أوضح الرئيس الأميركي “سنستعمل جميع الوسائل الضرورية كي يدفعوا الثمن”.
وتزامن حديث بوش مع ما ذكره الرجل الثاني في وزارة الخارجية الكورية الشمالية لي غون بان أول من امس، في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية “اي بي سي”، من أن تجربة نووية ثانية ستكون كلياً “طبيعية”.
وتوقع النائب الكوري الجنوبي وعضو اللجنة البرلمانية لأجهزة الاستخبارات، شونغ هيونغ ـ كيون، أمس أن تقوم كوريا الشمالية بثلاث إلى أربع تجارب نووية.
في هذا الوقت، التقت وزيرة الخارجية الأميركية، رايس، أمس في سيول الرئيس الكوري الجنوبي روه مو ـ هيون ووزير خارجيته الأمين العام المقبل للأمم المتحدة بان كي مون. وقالت، بعد المحادثات، إن الطريق لا يزال مفتوحاً أمام كوريا الشمالية للتفاوض بشأن برنامج الأسلحة النووية.
وحذرت رايس كوريا الشمالية، من مغبة إجراء تجربة نووية ثانية مهددة إياها بـ“إجراءات عقابية جديدة”. وأضافت أن “كل شخص يجب أن يستفيد من المخزون الذي لدينا لجعل كوريا الشمالية تعود الى المحادثات السداسية”، فيما قال بان إن “رد فعل المجتمع الدولي سيكون الأشد من نوعه إذا ما تمت التجربة النووية الثانية”.
كما شارك وزير خارجية اليابان تارو آسو في المحادثات مع نظيريه الأميركي والكوري الجنوبي في سيول.
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورايس قد اتفقا أمس في طوكيو على تقوية التعاون بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتطبيق قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على كوريا الشمالية.
واستبقت الصين أمس زيارة رايس إلى بكين اليوم بالتحذير من توسيع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، مضيفة أن “العقوبات تبعث بإشارة وليست هي الهدف”.
وقالت مصادر صينية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل استقبل المبعوث الخاص للرئيس الصيني هو جينتاو، تانغ جيا شيوان، في بيونغ يانغ أمس وتسلم منه رسالة من هو، مضيفة أن كيم وتانغ بحثا العلاقات الثنائية والوضع في شبه الجزيرة الكورية.
( ا ف ب، رويترز، ا ب، يو بي آي، د ب ا)