أحيا آلاف المتظاهرين في إيران والعراق وفلسطين وسوريا أمس ذكرى يوم القدس، الذي يصادف في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. وجدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد توقعاته بـ“انهيار إسرائيل”، محذراً الدول الغربية التي تدعمها من أنها “ستجرهم إلى قاع المستنقع”، من دون أن ينسى الخوض في الملف النووي الإيراني، رافضاً الاعتراف بشرعية قرارات مجلس الأمن.
وقال نجاد، أمام عشرات آلاف المتظاهرين في طهران، إن “هذا النظام (إسرائيل) سينتهي بكل تأكيد”. وخاطب داعمي الدولة العبرية بالقول “أنتم (القوى الغربية) يجب أن تعلموا أن أي حكومة تقف إلى جانب النظام الصهيوني لن ترى من الآن فصاعداً أي نتيجة (لذلك) سوى كراهية الشعب”. وأضاف “إن الجهود لتثبيت استقرار هذا النظام المزيف فشلت تماماً بفضل الله، وهذا النظام فقد المنطق وراء وجوده”.
ووصف نجاد هذا التحذير بأنه “إنذار نهائي” للقوى الغربية، وقال “يجب ألّا تشتكوا من أننا لم ننذركم. إننا نقول هذا علانية الآن”. أضاف“إذا بدأ إعصار، فتأكدوا تماماً أن أبعاده لن تكون محصورة في حدود فلسطين الجغرافية ... إن هذا النظام (اسرائيل) سيجر مؤيديه إلى قاع المستنقع”. وتابع “إن الحل الأمثل لكم هو ... إزالة هذا النظام”.
وشكّك نجاد مرة أخرى بحقيقة المحرقة النازية ضد اليهود. وقال “إنه في أي حال من الأحوال، لا يدفع الفلسطينيون ثمن هذه الأحداث التي ارتكبت على أرض أوروبية”. وقال “إذا كانت المحرقة حقيقية، لماذا يعتقل ويسجن من يعارضها؟ واذا كانت حقيقية، فأين وقعت؟ وإذا وقعت في أوروبا، فلماذا يدفع الفلسطينيون ثمنها؟”.
وقال نجاد إنه سيؤلّف لجنة خاصة للتحقيق في الأبعاد الحقيقية للمحارق النازية. وأوضح أن الفكرة جاءته أثناء لقاء مع مسؤولين في مجلس الشيوخ الأميركي في نيويورك في
أيلول الماضي، مشيراً إلى أن الفريق المقترح سيضم علماء أكاديميين من قارات عديدة. وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أعاد نجاد تأكيد موقفه. وقال إن “إيران مستعدة للتفاوض ولكننا لن نحتمل أدنى ضغوط”. وأضاف “إنه خلال زيارة قام بها أخيراً الى الولايات المتحدة، تحدّى في خطاب أمام مؤسسة فكرية القوى الغربية بإغلاق برامجها النووية والسماح لإيران بتزويدها بالوقود النووي”. وأوضح “لقد قلت لهم أغلقوا (برامجكم النووية) وسننتج الوقود من دورة الوقود خلال خمس سنوات ونبيعكم إياه بخصم 50 في المئة”.
وأشار نجاد إلى أن إيران أعلنت ردها على رزمه المقترحات الأوروبية بمنتهي الشفافية والوضوح انطلاقاً من المنطق، موضحاً أنه “لا يعرف ما هو النفع الذي ستحصل عليه اوروبا من مواكبتها أميركا”، داعياً الأوروبيين إلى “مواكبة إيران المقتدرة والعزيزة لأن ذلك لصالحهم”.
وشدد نجاد على أن “الشعب الإيراني قرر الحصول على حقوقه المشروعة ولن يخشى التهديدات التي يطلقها الغرب”. وقال إن “مجلس الأمن بموقفه الراهن يفتقر الى الشرعية. أنتم (المجلس) تريدون أن تقوموا بدور القاضي والادعاء والجلاد في آن واحد. هذه الأوقات ولت”.
وفي العراق، سار آلاف العراقيين في شوارع بغداد والبصرة والنجف في تظاهرة مناهضة لإسرائيل لمناسبة “يوم القدس”. وهتف المتظاهرون بشعارات مناهضة لإسرائيل وأميركا. ورفعوا لافتات كتب عليها “كلا كلا أميركا، كلا كلا إسرائيل”، و“النصر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية”. كما رفعوا رايات حزب الله وصوراً لأمينه العام السيد حسن نصر الله.
وفي غزة، شارك آلاف الفلسطينيين في مهرجان نظمته حركة الجهاد الإسلامي لمناسبة “يوم القدس”. وقال الأمين العام للحركة رمضان شلح، في كلمة عبر الهاتف أمام المهرجان الذي أقيم في ستاد في منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة، “يجب ألّا نسمح لأنفسنا للحظة واحدة أن نغفل أو ننام عن واجبنا الجهادي المقدس أو أن نشيع ثقافة الاسترخاء بين صفوف مجاهدينا وشعبنا”.
وفي دمشق، أحيا آلاف الفلسطينيين ذكرى يوم القدس في مخيم اليرموك. وشارك في المسيرة ممثلو المنظمات الفلسطينية الموجودون في العاصمة السورية. وحمل المشاركون لافتات تدعو إلى استمرار المقاومة وتؤكد أن “صراعنا مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي اي)