تمخضت المباحثات التي اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس مع المسؤولين الصينيين في بكين عن بعض اشارات الاستجابة الصينية للمطالب الاميركية تمثلت بفرض قيود اقتصادية على كوريا الشمالية، فيما بدا الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ ايل اكثر هدوءاً في ما نقل عنه الموفد الصيني تانغ جياشوان، من “أسف” لبكين عن التجربة النووية وتأكيدات بعدم التخطيط لتنفيذ تجربة أخرى، وهو ما عدّه البيت الابيض دليلاً على أن العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بيونغ يانغ بدأت تؤتي ثمارهاوأضاف كيم، بحسب الموفد الصيني، أن بيونغ يانغ لن تعود إلى المحادثات السداسية إلا إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات المالية التي فرضتها عليها، موضحاً لتانغ أن “كوريا الشمالية ستقبل بالتفاوض على برنامجها النووي، سواء ضمن إطار ثنائي جديد مع الولايات المتحدة أو ضمن إطار المحادثات السداسية، فقط إذا قدمت الولايات المتحدة “بعض التنازلات”.من جهتها، قالت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ، إن “الإعلان عن تجربة نووية كان استفزازاً خطيراً وتهديداً للسلام والأمن الدوليين، وخصوصاً السلام والأمن في شرق آسيا”. وأضافت “ناقشنا أهمية التنفيذ الكامل للقرار 1718 حتى نتأكد أنه لا عبور وتجارة في مواد خطيرة غير مشروعة، في ما يخص كوريا الشمالية”.
وذكرت المسؤولة الاميركية للتلفزيون الكوري الجنوبي “كي بي اس” أن “الكوريين الشماليين يمكنهم التحادث معنا في اي وقت يشاؤون”، إذا عادوا الى المفاوضات السداسية بشأن برنامجهم النووي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المبعوث الصيني تانغ قوله امس، إنه ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ نهج أكثر مرونة في التعامل مع الأزمة النووية الخاصة بكوريا الشمالية، مضيفاً أنه ينبغي لجميع الأطراف إظهار حكمة سياسية وتمهيد الطريق أمام العودة إلى الحوار واستئناف المحادثات السداسية.
وأكد تانغ، غداة مباحثاته مع الزعيم الكوري الشمالي، في تصريحات في بكين، أن زيارته “كانت مفيدة”. وأضاف مخاطباً رايس، التي تقوم حالياً بجولة في آسيا وروسيا لحث حلفائها على تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية: “لحسن الحظ أن زيارتي هذه المرة لم تكن من دون فائدة”.
بيد أن رايس ظلت على موقفها، داعية كوريا الشمالية إلى العودة فوراً ومن دون شروط مسبقة، الى طاولة المفاوضات، معتبرة أن اللقاء بين الموفد الصيني والزعيم الكوري الشمالي لم يأت بأي شيء “غير متوقع”.
ويبدو أن الصين تتّجه إلى التعامل بقسوة مع بيونغ يانغ، استجابة للمطالب الاميركية؛ فقد ذكرت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية الرسمية أمس، أن المصارف الصينية قررت وقف التعاملات مع كوريا الشمالية، كما تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “تصرّف قاس” قد يشمل وقف شحنات النفط الصيني إلى كوريا الشمالية.
ودعا الرئيس الصيني هو جنتاو أمس جميع الاطراف المعنية بالأزمة النووية الكورية الشمالية الى التأنّي والحذر حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة. وقال جنتاو “نحن مستعدّون من جهتنا لبذل الجهود، بالاشتراك مع كل الاطراف، لمعالجة المسألة وللعمل بهدوء وحذر لنتجنب التصعيد أو خروج الازمة عن السيطرة”.
وتخشى بكين وسيول أن يتسبب تفتيش السفن الكورية الشمالية باندلاع حرب مفتوحة، علماً بأن بيونغ يانغ حذّرت من أنها “ستوجّه ضربات لا هوادة فيها” لكل من يهدد سيادتها.
الى ذلك، شدّد وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي مون على نظيره الياباني تارو آسو في سيول أمس، على أهمية الحفاظ على الحوار مع كوريا الشمالية بالتزامن مع فرض عقوبات اقتصادية عليها تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي دان تجربتها النووية، بينما قال بان إنه “يجب استخدام العصا والجزرة معاً”.
إلى ذلك، اختتمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس يومين من التدريبات على عمليات الإنزال البرمائي في جزيرة كانجوا قبالة الساحل الغربي على مقربة من الحدود مع كوريا الشمالية.
( ا ف ب، رويترز،
اب، يو بي آي، د ب أ)