strong>غزة ــ رائد لافي
حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس بشدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على خلفية مغادرته قطاع غزة ليل السبت ـــ الأحد من دون أن يلتقى رئيس الوزراء إسماعيل هنية لبحث سبل تأليف حكومة الوحدة الوطنية، في وقت ازداد فيه الوضع الميداني تأزماً مع مقتل عنصر في “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح” برصاص ملثمين، واستمرار تظاهرات عناصر القوى الأمنية، التي كانت “حماس” اعتبرتها في السابق “محاولة انقلاب”.
واتهم نائب رئيس كتلة حركة “حماس” البرلمانية، يحيى موسى، عباس باتّباع أسلوب “الحرد” في التعامل مع الوضع الداخلي الفلسطيني.
وكان عباس قد وصل الى غزة ليل الجمعة السبت، ومكث نحو 24 ساعة ثم غادر الى رام الله من دون أن يلتقي أياً من قادة “حماس” أو رئيس وزرائه. واكتفى بعقد لقاء مع وفد يضم عدداً من الشخصيات الموقّعة على “نداء من أجل فلسطين”.
وكان الوفد قد التقى هنية في وقت سابق في محاولة لإقناعه بقبول فكرة تأليف حكومة تكنوقراط مستقلين كما تدعو المبادرة الجديدة. ولكن رفض هنية الفكرة، وشدد على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني استناداً الى وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى المعدّلة).
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ“الأخبار” إن عباس غادر غزة بعدما وصلته إشارات غير مشجعة من حركة “حماس” والحكومة عبر طرف فلسطيني وسيط.
الى ذلك، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية وحركتا “فتح” و“حماس” بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي عبّر فيها عن أسفه للمطالب التي يوجهها بعض أعضاء اللجنة الرباعية الدولية لحركة “حماس” في المرحلة الراهنة.
ووصف لافروف، في حديث لوكالة الأنباء الكويتية “كونا”، هذه المطالب بأنها “مبالغ فيها”. ورأى أن مطالبة “حماس” بالاعتراف بإسرائيل وإنهاء المقاومة “مسألة غير واقعية حالياً”.
ميدانياً، اغتال مسلحون مجهولون أمس، أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي والناشط في حركة فتح محمد أبو شحادة، في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية ومحلية لـ “الأخبار” إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار في اتجاه أبو شحادة (27 عاماً) وأصابوه بعيارات نارية قاتلة قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان.
وفي أعقاب عملية الاغتيال هاجمت مجموعة من أقارب المغدور المحال التجارية في المخيم، وأحرقت سيارتين تابعتين لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس.
وأعربت حركة “حماس” عن استنكارها لحادثة اغتيال أبو شحادة، نافية أي صلة لها بالجريمة، ومؤكدة في الوقت نفسه التزامها الكامل بالاتفاق الموقع مع حركة “فتح” لإنهاء العنف الداخلي.
وواصل عشرات رجال شرطة حفظ النظام والتدخل (مكافحة الشغب) احتجاجاتهم العنيفة في شوارع قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، وأرغموا أصحاب المحال التجارية، وخصوصاً محال بيع الملابس، على إغلاق أبوابها وعدم العمل احتجاجاً على عدم تسلمهم سلفة مالية بقيمة 1500 شيكل أسوة بالموظفين المدنيين.
وأطلق عدد من رجال الشرطة النار في الهواء، وأرغموا المتسوقين على الخروج من المحال التجارية، وطلبوا من أصحابها إغلاقها تحت تهديد السلاح والعصي.
وجاب عشرات منهم شارع عمر المختار، وهو الشارع التجاري الرئيس في مدينة غزة، والشوارع التجارية الأخرى المتفرعة منه، وصرخوا في وجوه أصحاب المحال التجارية والزبائن واعتدوا عليهم بالسب والشتم.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، أصيب أحد أفراد جهاز الأمن الوطني بجراح عندما أطلق زميل له النار عليه أثناء احتجاجات نظمت في المدينة للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة.
يشار الى أن احتجاجات رجال الشرطة جاءت بعدما أعلن مكتب عباس تقديم سلفة بقيمة 1500 شيكل (حوالى 340 دولار أميركي) لنحو 62 الف موظف مدني يقل راتب الواحد منهم عن 2500 شيكل، الأمر الذي أثار غضب واحتجاج أكثر من 78 ألف موظف عسكري.
إلى ذلك، عيّن الرئيس الفلسطيني أحد المقربين السابقين من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو اللواء اسماعيل جبر، على رأس الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وفقاً لمرسوم رئاسي نشر أول من أمس.
وبحسب هذا المرسوم، فإن اللواء جبر، الذي شغل منصب قائد الأمن الوطني في الضفة الغربية بين تموز 1994 ونيسان 2005، سيكون مساعداً لرئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الأمنية في الضفة الغربية.
في سياق آخر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إنه اتصل بعباس أمس واتفقا على أن يواصل مسؤولون من الجانبين الحديث للإعداد لاجتماع بينهما. وأضاف المكتب إنه خلال الاتصال الهاتفي قدم أولمرت إلى عباس تمنياته الطيبة بمناسبة قرب حلول العيد.