واشنطن مصممة على تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية، وبصرامة. وروسيا تبدو مقتنعة بضرورتها، وهي ملتزمة بها، بحسب الإدارة الأميركية. وتبقى المشكلة لدى جيران النظام الشيوعي؛ فهم يتحفظون على تطبيق العقوبات، رغم دعمهم لها، خشية من حرب إقليمية، قد يكونون أبرز ضحاياهااختتمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جولتها الآسيوية حول كوريا الشمالية، بتأكيدات روسية بالتزام تطبيق العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بيونغ يانغ لكنها واجهت في طوكيو وسيول تحفظاً على سرعة هذه الخطوة، فيما حذر رئيس كوريا الجنوبية السابق كيم داي يونغ من ان تواجه بيونغ يانغ العقوبات الدولية بعمل عسكري.
وتشككت وزيرة الخارجية الاميركية في تقارير كورية جنوبية افادت بأن بيونغ يانغ وعدت بعدم القيام بتجربة اخرى. وقالت رايس إن «المبعوث الصيني لم يخبرني بأن (الزعيم الكوري الشمالي) كيم يونغ ايل قد اعتذر عن التجربة او قال انه لن يجريها ثانية»، مضيفة ان بيونغ يانغ تميل الى تصعيد الأزمة.
وكان مصدر دبلوماسي كوري جنوبي قد ذكر ان الزعيم الكوري الشمالي تعهد الاسبوع الماضي خلال محادثاته مع الموفد الصيني تانغ جياشوان بعدم اجراء تجربة نووية ثانية شرط ان تكف الولايات المتحدة عن «ازعاجها»، مضيفاً أن «كيم وعد ايضا بأن تعود بلاده الى طاولة المفاوضات السداسية في مستقبل قريب شرط ان تتعهد الولايات المتحدة برفع عقوباتها المالية بعد بدء المحادثات”.
كما ذكرت وكالة “كيودو” اليابانية امس أن كيم أكد خلال محادثاته مع تانغ على الالتزام بإعلان صدر العام 1992 لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية قائلاً إن هذه كانت إحدى تعاليم والده الزعيم الراحل كيم ايل سونغ.
ولم تؤدِّ المحادثات التي أجرتها الوزيرة الأميركية اول من امس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شيء يذكر. غير ان مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية قال، بعد محادثات رايس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «يبدو واضحاً ان الروس يأخذون القرار 1718 على محمل الجد». واضاف ان الروس «مهتمون بالعمل معنا» في مجال العقوبات.
لكن رايس لم تحصل الا على تعهدات محدودة من الصين وكوريا الجنوبية بتطبيق العقوبات على بيونغ يانغ. وتخشى اليابان وكوريا الجنوبية أن تؤدي عمليات التفتيش إلى اندلاع حرب مفتوحة بعدما حذرت بيونغ يانغ من انها ستوجه «ضربات» الى من ينتهك سيادتها.
وفضلت الدولتان، رغم دعمهما العقوبات، الدعوة الى «خفض التوتر» مع النظام الشيوعي ودعوته الى العودة الى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من عام.
وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية قد قالت اول من امس إن الضغوط الأميركية لتطبيق العقوبات تهدف الى خنق كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن «هذا التطور يدفع الموقف الى أسوأ مراحل المواجهة وينذر بحرب”.
وكانت رايس قد وصلت الى العاصمة الروسية بعد جولة آسيوية شملت طوكيو وسيول وبكين وهدفت الى دفع شريكاتها الى تطبيق سريع وكامل للعقوبات على كوريا الشمالية.
وفي طوكيو، أعلنت مصادر في الحكومة اليابانية امس أن قوات البحرية اليابانية ستتولى مهمة تفتيش السفن التابعة لكوريا الشمالية في مضيقي “تسوشيما” و“أوكيناوا” غربي البلاد، مضيفة أن الحكومة اليابانية تدرس نشر عدد من المدمرات وطائرات المراقبة في المنطقتين لرصد أية تحركات مشبوهه في المياه الاقليمية اليابانية.
وفي سيول، شارك نحو 3500 متظاهر في التجمع المناهض للولايات المتحدة وطالبوا واشنطن بالعمل من أجل حل سلمي للقضية النووية في كوريا الشمالية.
(أ ب، أ ف ب،
يو بي آي ، د ب أ، رويترز)


رايس و «الحريات»

خلال وجودها في العاصمة الروسية، شددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على ضرورة احترام الحريات والتقت عائلة وزملاء الصحافية الروسية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا، التي اغتيلت في السابع من تشرين الاول الحالي.